الأحزاب التي ترتدي وشاح الدين غير وطنية , خصوصا التي تضع تاج الإسلام على رأسها , لأنها تريد الوصول إلى “دولة الخلافة”!!
فمسيرتها بدأت بعد سقوط الدولة العثمانية , ورواج مفاهيم أن المسلمين سيتمزقون ويتفرقون لغياب “الخليفة” الذي يجتمعون تحت لواء قيادته.
فالمسلمون منذ وفاة نبيهم وحتى سقوط الدولة العثمانية , كانوا تحت حكم الخليفة , الذي يحسبونه مفوضا من رب العالمين , وطاعته واجبة , ومن يعصيه يعصي الله ورسوله ويكون عدوا للإسلام , مما يستوجب العقاب الصاارم , ولهذا ترسخ مفهوم “السمع والطاعة” في ربوع الأجيال وعلى مدى العصور.
ولا تختلف الأحزاب المؤدينة في سلوكها وإن تنوعت تسمياتها , فأولها قد تاسس سنة (1928) وبمباركة القوى المنتصرة في الحرب العالمية الأولى , وإنطلق في مصر لتأسيس دولة الخلافة , التي أريد لها مخادعة أن تكون في مصر أو في الحجاز , وما وجدت في كليهما.
ومنذ ذلك الحين ولعبة “الخلافة” ودولتها المتخيلة تجري في واقع العرب والمسلمين , ولا يجرؤ أحدٌ على المواجهة والمحاججة والتوجيه , لأن العقل ممنوع من الصرف.
وعندما تبحث في أدبيات الأحزاب المؤدينة , لن تجد ما يشير إلى الوطن والوطنية , فعقائدها وتوجهاتها أممية بحتة , ووهمية صرفة , لا تتوافق مع مكانها وزمانها , وتحسب “ما كان” المتخيل يجب أن يكون كما كان.
ولهذا فأن مطالبتها بإنجازات وطنية في الدول التي تسلطت فيها أشبه بمطاردة سراب , فالوطن لا يعنيها , والمواطن أما معها أوعدوها.
وما يُحسب على أنه فساد , في مفهومها غنيمة مباركة بفتاوى , والفتاوى ليست مجانية كما تعلمون.
والوطن في عرفها وسيلة لتحقيق ما تصبو إليه من تطلعات وهمية , وتوجهات خرافية , مستندة على تأويلات وتفسيرات وروايات بهتانية وتضليلية مخادعة , تخاطب العواطف والإنفعالات وتعطل العقول وتدفنها في مستنقعات إتبع وإخنع.
وما دامت الأحزاب المؤدينة فاعلة في الوعي الجمعي , ومؤزرة ماديا وإعلاميا وعسكريا من القوى الطامعة بأمة العرب والمسلمين , فلن تتقدم الأمة وتستعيد دورها الإنسااني العزيز!!
فهل من قدرة على بناء دول ذات سيادة وإرادة وطنية؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *