1- ــ قبل هروبي من العراق بيوم, وفي لحظة اودع فيها امي, رضى الله عنها وعن جميع الأمهات العراقيات, حيث قالت “يمه دير بالك من ولد الحرام”, تعني بذلك بعض الأفراد, ولم تدرك في حينها, ان “ولد الحرام” يمكن ان يكونوا احزاباً وتيارت وأئتلافات, وايضاً اطارات تنسيقية, واغلبيات وطنية (توافقية ابوية), وقد يكونوا اصحاب مذاهب ومدعي عقائد وشرائع, واحياناً سماحات بمظاهر والقاب, لروح الله وآية الله, واسرار لهم في عتمة المقدس, ونست الوالدة, ان الحكومات قد تكون بنات حرام, وقد تكون عاهرات وزانيات “على القطعة”.
2 ــ حكومات النظام الملكي, قد تكون كذا او كذا, لكنها ولائية بشكل عام, حكومة النظام الجمهوري الأول, بعد ثورة الرابع عشر من تموز / 58, كانت وطنية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة, انها “ابنة حلال”, ورئيسها الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم, كان عالي النزاهة والكفائة والشجاعة, كريماً عادلاً ومثالاً للأيثار, وشديد الأنحياز لفقراء العراق, فكان “ابن حلال” بأمتياز, بعد الأنقلاب الأمريكي الدموي, في 08 /شباط 1963, واغراق ثورة تموز بدماء شهدائها, والتصفية الهمجية للزعيم الوطني عبد الكريم, توالت على العراق, حكومات “ابناء الحرام” من بعثيين وقوميين.
3 ــ لم يترك الموت المجاني, مكوناً عراقياً الا واخذ حصته منه, الأنفلة الوحشية لأبناء الشعب الكردي, وجريمة تجفيف الأهوار, وأبادة بنات وأبناء اعرق الحضارات, وأخر المتبقي من “معدان” احفاد السومريين, واجتثوا البيئة التاريخية, لعراقة العراقيين, فاولاد الحرام عادة, لا يحترمون التاريخ, ويزدرون التراث الوطني, ولم يتوقف الأمر, في حدود الأبادة الوحشية للكرد الفيليين, بل امتد التدميير لكامل المكونات العراقية, وقد تجاوز حجم المهجرين والمهاجرين, لأكثر من اربعة ملايين عراقية وعراقي, فكانت الحكومات التي تشكلت, بعد 08 / شباط 63, وحتى عام الأحتلال الأمريكي في 09 / نيسان / 2003, جميعها من “ولد الحرام”, ذات الأمريكا المتمردة الباغية, اسقطت حثالاتها من بعثيي “ولد الحرام”, وجاءت بحثالات جديدة, من “ولد الحرام” للأسلام السياسي.
4 ــ الغزو الأمريكي الأخير, جلب للعراق هجين غريب, من حكومات ولد الحرام, فيها اغلبية شيعية, وجيش للأمام المهدي (عج), وسرايا للقبعات الزرقاء, واحزاب لله وعصائب للحق وفيلق لبدر, وفرق وعصابات عميقة, للخطف والقنص والأغتيال, و “سادة” لا يشورون, جميعهم من ولد الحرام, ودستور امريكي زاني ومزني به, وديمقراطية تتعهر بملابسها الداخلية, امريكية الصنع, رموز ومراجع سياسية ودينية, بمختلف المظاهر والألقاب, تعلمت فنون التجارة والأتجار, بكل شيء يليق بولد الحرام, حتى الثقافة واغلب المثقفين, يجترون مقالاتهم وبحوثهم, ويتغرغرون بغسيل الأنتهازية, كل تلك الكيانات المتبقية, من ارث ولد الحرام, ما هي الا زوائد ميتة, مؤجلة الدفن, علينا ان نقرأ عليها الفاتحة, ونغتسل من عفونة التواجد, الأجتماعي والأخلاقي, لنعش “ولد الحرام” في المجتمع العراقي.