كل الحروب التي قامت
كل الحروب التي تقوم
تأخذ معها الرجال
وتترك النساء للحراسة
تحرس النساء البيوت
وتستند إلى حيطانها
النساء بعيدا عن رحى الحرب
يحرسن الأطفال ويحرسن جروح الغياب
في الليل تنقلب الأدوار
يأخذ الغياب دور الحراسة
يستوطن ضلوع الحارسات
يسكن أوصالهن
ويتمدد في مسافات نومهن
ذلك الصاد المنيع
كل الحروب التي تقوم
تحيل النساء على كل حظوظ الانتدابات
في طوابير مكاتب التشغيل
تقبل النساء في مناظرات التنظيف
ومناظرات الطبخ ومناظرة الحراسة
لا أحد يحرس النساء
العالم لما أقام الحروب
لم يفكر أن امرأة ما في مكان ما يسيح دمعها
في الدروب التي قطعتها مع حبيبها لما كان للفجر موعد مع الشقائق
لا أحد يتوقع عندما تقوم الحروب
أن تتحول النساء إلى رجال
وأن ذلك موجع جدا لمواثيق الأنوثة
وأن لأحزمة العفة إبر تخز كلما تحرك نصف الرغبة
الحارسات الماجدات لا يبددن شيئا في الانتظار
في الانتظار يطرزن أسماء الرجال على أركان المناديل
في الانتظار يعلمن الأطفال
في الانتظار يخدمن الحماوات
ينزلن إلى السوق
يدبرن أمر الحاجة
يجنبن البيوت الإفلاس
في الجانب الأيسر من الصدر
تربي الحارسات كل أنواع الإفلاس
تربين مارد الحرمان والشوق
مارد القوة والضعف
مارد الوهم الكبير أنهن يعانقن الكمال
الحارسات ولا حروب،
تحت كل مظلات السلام
يحرسن الأطفال
يحرسن الجدران
يحرسن الشيوخ
يحرسن الأرض والسماء
يحرسن المطر والتربة
يحرسن الأيام المتبقية من العام
وعداد النور والماء
وعداد دفاتر السوق والكراء
ولا حرب ولا بارود
لا بنادق ولا مدرعات
كل شيء يشي بالسلم
والحارسات هن الحارسات
يحرسن الحق في الحياة تماما مثل
حارسات كسافييه بوفوا
تماما كما يصور شريط السينما
ولكن على غير طريقته
يصور حارسات ولا حرب
حارسات للفراغ في الجانب الأيسر
من الصدر في الجانب الأيسر من الحياة
ذلك الفراغ الذي يصور المرأة تمسك بيد الرجل وهو يخرج للحرب
وهو يعود عند إعلان السلام
فلا يذهب الشطر للحرب
ولا يحرسه الشطر بالدمع عند المساء
عندما أعطى الله انطلاقة بدء الحياة
هل أخذ مقصا ففصل بين الجند والحارسات؟
في شريط ،،الحارسات ،،تنتهي المرأة أما بالنهار ،ومغنية في الملاهي عند المساء
هل كان ينقصها الغناء
أم أنها تخرج بالليل لحراسة قوت الأبناء ؟
*،،الحارسات ،،هو عنوان الشريط الفرنسي ،،les gardiennes،،لمخرجه xsavier beauvois سنة 2017