في الاسبوع قبل الماضي كتبت في احدى الصحف مقالا بعنوان مانيفستو علي علاوي عرضت فيه مضمون المانيفستو او البيان الذي كتبه ثلاثة من الاساتذة احدهم وزير المالية الحالي علي علاوي.واشرت في مقالي الى ان نية الاصلاح الوطني حاضرة في نص البيان,وان “التحديات العشرون” هي عقبات لا بد من ازالتها.وقلت ان البيان الاصلاحي بكل تفاؤله لم يتطرق ابدا الى الدور الاقليمي والدولي الذي لا يستطيع احد انكاره.
لا اود اعادة ما قلت سابقا لكنني في حقيقة الامر اوضحت شيئا كنت وما زلت مقتنعا به وهو ان اية افكار لا قيمة لها اذا لم تطبق على ارض الواقع.هذا ليس كل شيء بل انني اؤمن ان كثيرا من الافكار تخرب الواقع وتسمم الحياة ايضا.بالتاكيد انا لا اعني في كلامي هذا ما طرحه بيان علاوي للاصلاح الوطني لكني احاول ان اكون شخصا واقعيا آذته كثيرا حماسة الشعارات التي رفعت فوق رؤوسنا لعقود طويلة ثم اكتشفنا أننا لم نحصل على تغيير حقيقي في حياتنا العامة.
انطلاقا مما قلت أنا اتساءل:هل يشبه علي علاوي لينين.؟هذا تساؤل غريب حقا.فلينين كما نعرف ثوري روسي قاد انقلابا في روسيا وتسلم السلطة في بلد كبير,وخاض تجربة قاسية جدا بعد ثورة اكتوبر عام 1917.
لن يفكر القاريء ابدا في ان لينين سيكون محتاجا لمزيد من الافكار بعد تسلمه السلطة لانه ابن الماركسية التي هضمها جيدا.كان ممتلئا بافكار ماركس وانجلز,وهذا يعني ان الواقع سيخضع لقوة الفكرة كما تعلمها لينين.لكن ماذا حدث بعد الوصول الى كرسي السلطة؟حدثت مفاجأة غريبة جعلت لينين يحتار.لم يجد مفجر ثورة اكتوبر في كتب ماركس كلاما يتعلق بتنظيم الحياة الاقتصادية العملية للناس.لا حديث عن خطة مدروسة تغير الواقع الاقتصادي نحو الاحسن.وجد لينين ان الحياة اكثر تعقيدا مما كان يظن,وان السلطة,وقيادة الناس هو شيء آخر يختلف عن كل النظريات والافكار الجيدة.
فهل احس علي علاوي بان السياسة بكل صراعاتها هي اكبر من البيان الذي صاغه كمنقذ لنا؟وهل في ذهن وزير المالية اضافة جديدة على ما كتبه.؟سؤالان واقعيان جدا.