عبثية المشهد السياسي المُقرف في العراق ينبع من عدّة اتجاهات ، هذه أهمها:
الاتجاه الأول : إعادة تأهيل المنظومة الحاكمة بعد وصولها الى طريق مسدود.
الاتجاه الثاني : الخطاب الاعلامي المُبعثّر والمنافق.
الاتجاه الثالث : المنظومة المجتمعية المتناقضة وتأثيرها السلبي في عدم اختصار الزمن.
الاتجاه الرابع : المنظومة الدولية الغير متوافقة مع المشروع الوطني.
أخطر الاتجاهات المشار اليها أعلاه هو الأول لأنه يوظف مادونه من الاتجاهات الثلاث المتبقية. السؤال هل نستطيع كقوى معارضة تفكيك تلك الاتجاهات وكيف ومع مَن؟ هنا يأتي دور مبضع الجرّاح ليُشرّحَ عملية استئصال الورم الخبيث في الجسد الوطني العراقي. فيما يتعلق باعادة تأهيل العملية السياسية فقد حذّرنا منها مراراً وتكراراً وفق المعطيات على أرض الواقع. بعد تداعيات ثورة تشرين وصراع أجندة الأحزاب والقوى المسلحة الحاكمة في العراق أصبح لابد لدولة إقليمية مثل إيران من تغيير تكتيكات لعبتها محلياً داخل العراق وإقليما ودولياً.التقاء المصالح بين القوى الحاكمة ومنظومة إيران جعلتها في موقف تبادل الأدوار فبعض القوى تتخذ مسار التهدئة لاستيعاب الطامحين للوصول الى غاياتهم الشخصية أفرادا أو مجموعات وقوى أخرى تُصعّد من قواعد اللعبة كذلك لاستيعاب الطامحين أيضاً. هنا يأتي دور الاعلام السلبي الموجّه. منظومة المجتمع المنقسم تتوافق مع ماذكرت كل يبحث عن موطئ قدم في اللعبة الجديدة ، لذلك يتم التسويق لأحداث مفتعلة يشترك فيها الاعلامي ورجل الدين. من هنا يأتي دور قوى المعارضة المراقبة للمشهد السياسي. لذلك فقد أكّدنا على أهمية فرز قوى المعارضة الجادّة في عملها لتوحيد صفوفها وتنظيم بعض القوى الشعبية التوّاقة الى الخلاص من المنظومة الحاكمة لتنتهي لعبة الأدوار السيئة لوسائل الاعلام المحلية. إذا مانجحنا في هذه المهمة فستتحول الأنظار الى جهودنا وبالتالي يعود التوازن الدولي في ضبط إيقاع المنطقة ويتم تحجيم خطورة تمدد المشروع الايراني من خلال العراق قبل غيره.
إن أهمية الدور الرقابي والتحرك الفاعل الذي نقوم به في الجبهة الوطنية للتغيير في العراق بات قريبا من تحقيق أهم الخطوات المتمثلة بتوحيد قوى المعارضة الوطنية الحقيقية وبعض القوى والشخصيات الغير متورطة في ملفات انتهاكات حقوق الانسان والفساد المالي والاداري فقط يحتاجون الى صحوة وطنية والاحساس بالمسؤولية. الأمر كما نوّهنا سابقاً ليس بالأمر الهيّن مع طبقة كبيرة من الانتهازيين ، نحن نسير في طريق محفوف بمخاطر الألغام ونحاول قدر المُستطاع الخروج الى المساحة الآمنة في تنفيذ أجندة المشروع الوطني.أقول الى المخلصين من أبناء وطني الحبيب دعوهم يعبثون فالتغيير قادم وإن بدت الأمور لكم ملتبسة وغامضة.