.
الصباح لم يكن جديدا ،
رأيت مثله كثيرا
عتمة بلون الخمر ، غبار يمحو الصحو ،
عطر وردة يهرب من بندقية عيار ٦٢. ٧ ملم
ضفاف تعجّ بالزحام والشكوى
كلُّ هذا لم يكن محزنا
لأني انشغلت بمحادثة طويلة معك على الهاتف
أصبحت عضوا في
نادي العشاق الفاشلين
وامتهنت التسكع في شوارع بغداد
أرمي نصوصا فاترة في أزقّة شارع الرشيد
واشرب ماء مجاني في حدائق أبي نؤاس
توقفت عند أول السطر ،
رأيت أصابعك تفكر بفطنة ،
أتسلل لهن مثل حلم سريع ،
أخبرهن ،
مازال بالوقت متسع لنعلن ثورة هادئة على الغياب ،
نأخذ حزمة وقت ونشذبها
نرمي منها ،
أوقات الحروب نجتمع كثيراً بمرآب النهضة ، نجمع في ذاكرتنا تأوهات حزينة قبل الذهاب بيومين ،
أرصُّ من النصوصِ ما يكفيني لمعالجةِ الدموعِ والخمور التي لا أعرف لها طعم إلا من أسماء الحانات ،
في باحةِ النهضة نبتعدُ عن الرجالِ الّذين يعتمرون قبعات حمر ويتبخترون بحرفين ” ا . ع” ، فهُم يسرقون نشوة القصائِدِ التي كتبناها نحن الملتحقين للموت …
عند الطريقِ نقرأ أسماء المدارس الثورية
نقف على بقايا الحزمة ، لم نحصل على ما يتردد من أغانٍ تعج بالطبول …
ليس معي سوى بعض الكتب المستنسخة على وريقاتٍ قليلة وعلى ملابسي الداخلية التي أخفيها من عيونهم
بينما نقرأ ما يتبادرُ لأذهاننا من عبارات رنانة ، نشطب كلَّ الجمل الغريبة
موسيقى الأوهام ،
نشتمها بصدق ، تلك التي أخذت كلَّ عمرنا وألبستنا ثيابَ العاشقين تحت بزّةٍ عسكرية ، ونثبت مفردة واحدة وجدناها هي،
الحبّ
.
.