أنا حزين ومتأخر
أنا حزين وغاضب
أنا حزين وخائف
أنا حزين ووحيد
أنا حزين وغريب
أنا حزين وجائع
يحدث أن يسير الحزن بجوارك ككلبك العطوف
كمرآة جيبك المصغرة
كملاءة سريرٍ بيضاءٍ تتناوب عليها أحداث حياتك
تتلطخ وتُمحى
تُمحى وتتلطخ
تتساقط عليها أجنةٌ وفراشات
مسامير وقصائد وملاعق
حبٌ يزول ومسافةٌ تنقضي
ويبقى بياض الحزن
يحدث أن ينمو الحزن كشامات جسدك
تتوارثها بناتك في نفس الموضع
شامةٌ بجوار الحاجب الأيمن
شامةٌ في الساق اليسرى
ربما يأتي الحزن خافتاً
كوخزةٍ في القولون
وربما يأتي غرائبيًا
كخناجر تدلى من سقف الحجرة
وربما يجيء كنبيٍ تملؤه السكينة
فيرتعد القلب مرةً ثم يخفت في ترقب
وكثيرا يهبط الحزن حرًا
بدون سببٍ تقليدي وبلا أية أعراف مجتمعية
ناشزًا ومهمشًا وهشًا
بلا تعريفٍ أو هوية
ولكن لم يحدث أبدا أن يأتي جنائزيًا
يعرفه الجميع
ويكشفه الجميع
ويراه الجميع
أنا حزين وصامت
أنا حزين وصامت
أنا حزين وصامت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *