-1-

لقد تفشّى اللحن في أوساطنا حتى كأننا لسنا أبناء لغة القرآن ، وهذه من الظواهر المحزنة لمن يعتزون بلغتهم ويأبون لها الانكسار .

-2-

نحن لا نعتب على الأميين فهؤلاء حرموا من نعمة التعرف على قواعد اللغة العربية وقوانينها ، ولكننا نعتب على حملة الشهادات العليا التي يفتخرون بها حيث قلَّ فيهم أصحابُ الاداء السليم وكثر في كلامهم السقيم..!!

-3-

ويشكو بعضهم من أنهم يدعون ولا يستجاب لهم .

وقد عثرت على نص مثير للغاية في هذا الباب :

قالوا :

” سمع الأصمعي رجلاً عند الملتزم يقول :

يا ذي الجلال والاكرام ،

فقال :

مِنْ كم تدعو ؟

اي : منذ متى وأنت تدعو بهذا الدعاء ؟

قال :

مِنْ سبع سنين دائِباً ،

فلم أر الأجابة .

فقال :

انك تلحن في الدعاء فأنىّ يستجاب لك ؟

(اي : فكيف يُستجاب لك)

قل :

يا ذا الجلال والاكرام ، ففعل ، فأجيب ..”

واذا لم يكن لمن يلحن من خسارة الاّ عدم الاستجابة لدعائه لكفاه ذلك حافزاً وباعثاً على السعي للالتزام بقواعد اللغة وحدودها ،

والسؤال الآن :

هل ثمة من يستجيب لذلك ؟

انّ علينا التشجيع والحث على ذلك ولن نوصد باب الأمل .

-4-

انّ مسألة اللحن قديمة جديدة وليســـت من مختـصات مرحلة زمنية معيّنة .

تذكرُ بعض كتب الأدب سؤالا وُجّه الى أحد العلماء فقيل له :

(ما تقول : رجل مات وترك أبيه وأخيه ؟

فقال :

ترك أباه وأخاه ،

فقال :

فما لأخاه وما لأباه ؟

فقال :

قل :

فما لأخيه وما لأبيه ؟

فقال الرجل :

أراك كلما طاوعتُك خالفِتَني ..!!

واستمرت المهازل تترى حتى وصلتنا وصارت هي العُملة المتداولة ..!!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *