أن من المأخذ التي تؤخذ على محبي آل البيت عليهم السلام أنهم يألهون الأمام علي بن أبي طالب( ع ) وأعتقد أننا نعطيهم بعضاً من الحق لأنهم لم يغوروا في سبر الآيات القرآنية وأحاديث الرسول الأكرم ليعرفوا مكانة علي بن أبي طالب في الأسلام أولاً ولنفس الرسول ثانياً ولأنسانيته ثالثاً لأن البعض اخد من القرآن ظاهره ومن أحاديث الرسول بما يتماشى مع مصالح السلطان من الحكام
فالقرآن الكريم قد خص الأمام علي عليه السلام بعشرات الآيات القرآنية التي تمجد وتثني على هذه الشخصية التي لم يجود الزمان بمثلها بعد رسول الله (ص ) وقد ورد بعض مما ورد من ذكر علي عليه السلام في القرآن الكريم ((قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) [المائدة: ٥٥]، والحادثة يجمع عليها أغلب أن لم اقل كل المذاهب حينما تبرع الأمام عليه السلام بخاتمه وهو في حالة الصلاة لأحد المحتاجين
وقوله تعالى: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عليّهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) وعلي عليه السلام وبلا أدنى شك من القربى بل أولي القربى
وقوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عليّكُمْ نِعْمَتِي…) وهذه الأية معروف وقت وأسباب النزول حيث كان نزولها في غدير خم بعد حجة الوداع حينما خطب النبي عليه الصلاة والسلام التي قال في أخرها: ( …..فمن كنت مولاه فعلي مولاه،) ومن أحاديث النبي الأخرى بحق علي والتي لاقت أجماع رواة الحديث قوله عليه الصلاة والسلام ( أنا مدينةٌ العلم وعليُ بابها ) وأحاديث كثيرة تدلل على منزلة أمير المؤمنين وعلو كعبه في الشجاعة والزهد والصدق والبذل في سبيل الأسلام والمسلمين , وأما أنسانية علي بن أبي طالب ( ع ) فلايمكن الأحاطة بها بسطور قصار وتحتاج لكتب بل مجلدات ومما يمكن التذكير به أمره بصرف راتب ليهودي طاعن بالسن رغم المشورة عليه بأنه ليس بمسلم وعهده لمالك الأشتر عبارة عن وثيقة لحقوق الأنسان تعلو فوق مواد الدساتير الحديثة فمن بين ماورد بهذا العهد قول الأمام ( ع ) ((وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق )) وقد أعتمدت الرسالة في الأمم المتحدة كونها من أوائل الرسائل الحقوقية والتي تحدد الحقوق والواجبات بين الدولة والشعب؛ وقد قال الأمين العام للأمم المتحدة في حينها ( كوفي عنان ) : إنّ هذه العبارة من العهد يجب أن تعلّق على كلّ المؤسسات الحقوقية في العالم،
وبقي أن نعرف أن علياً لم يطلب السلطة بل هي التي طلبته حينما ظل لسنوات مستشاراً لمن قبله من الخلفاءيسدي لهم النصح والنصيحة حتى قال بحقه ابن الخطاب ( لولا علي لهلك عمر ) ويصف قبوله بالخلافة حينما قال ((فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلي ينثالون من كل جانب، حتى لقد وطئ الحسنان، وشق عطفاي، مجتمعين حولي كربيضة الغنم. ))
علي الذي قال يوم هجم عليه ابن ملجم ( فزت ورب الكعبة ) كان حينها سعيداً بالشهادة واللحاق بالرفيق الأعلى وبالرسول وأهل بيته وبعد أن نسرد كل هذه الوقائع والأحداق فأعتقد أننا يحق لنا أن نفخر بعلي ملهم للأانسانية وأمام تقوى وقائد هدى لأنه أمة في رجل

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *