حين افقت صباح هذا اليوم، شعرت بأنني لم احصل على ما يكفي من النوم ليغسل هموم الامس والأيام السابقة التي عشت فيها صراعا مع زوجتي لا أستطيع إدراك ابعاده.

وانا اجلس في القطار الى عملي وهي رحلة تستغرق نصف ساعة، قررت ان اكتب لكن الكلمات جميعها خانتني وكل الجمل التي خطرت في بالي لم تكن سوى ما يجده الانسان حين يبحث عن طعام لذيذ في قمامة.

زوجتي تشعر بالغربة في هذه البلاد التي تستضيفنا ومن يشعر بالغربة في محل سكناه سرعان ما يبدأ بتحسس الغربة مع أقرب الناس اليه ومن ثم مع نفسه.

على القطار، فهمت معنى ان تثقل الهموم صدر الانسان فقررت ان اجلس بهدوء وأتأمل وهو الفعل الوحيد الذي اعرف دون شك بأنه قادر على اخذي الى صمت يهبني بعض مساحة من الفرح كي اتعكز عليه واخرج من افكاري.

في بداية جلستي شعرت بصعوبة في التنفس وكأن جسمي كله تقلص. ركزت على تنفسي وتعمدت ان استنشق الهواء الى أعماق رئتي وبعد ما قد يكون خمسة دقائق تحسست ابتسامة تختلس طريقها الى عضلات وجهي.

ترددت في عقلي كلمة امي التي تقول- صدري مقبوض وفهمت معنى ان يتمنى الانسان ان ينشرح صدره فمع كل نفس كان صدري يتسع ليسمح للكون من حولي ان يتوحد مع جسدي ومعي وكلما سمحت للهواء ان يشرح صدري كلما اتسعت ابتسامتي.

بعد ساعة من التأمل، وجدتني أكثر توازنا ووجدتني أفكر ان الانسان حين ينكسر وينقبض صدره وتهبط قدرته على الفرح يصبح منخفضا تنساب اليه الهموم وكلما تنفس وانشرح صدره وابتسم كلما رافق النور والهواء في لحظتهم وتواجدهم في تأمل الابدية.

قبل aktub falah

يعتقد واحد على "صراعاً مع زوجتي “الكاتب محمد الكلابي” "

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *