مع صباح يحزن الجنوب فيه ، لأن النجف تحتفي بمصابها ، ترقد في حنين الناصرية ذكريات نحيب أمهاتنا قرب تنانير الخبز وهن يسمعن من بعيد نحيب الرجال في مأتم الجامع ، عن غدر ابن ملجم ، وسيفه على رأس الأمام علي (ع). وفي المدرسة يقرأ المعلم حزن الصغار ، فيحسب الحزن مسافة بين الجرح والوفاة ، ويقول درسنا اليوم : الدمعة زائد دمعة ، كم تساوي؟هي دمعة لا شيعية ولا سنية ولا مندائية ولا مسيحية ولا ايزيدية ، بل هي دمعة العراق كله ، كل الطوائف والديانات ، والمدن والشوارع والحارات ، تلك التي يحسبها المعلم أمام أجفاننا دمعة ، دمعة ويمنحها لنا درس حب وفداء وطني .فنعرف أن الأمام هو العراق كله ، قبة للعطر ومظلة للمطر وحلم التوحد وصوت عدل ضد الإرهاب والفساد وطمع اللصوص ، ونعرف ان الشهداء عنده يدفنون .هذا علي يا عراق . كان ابن ملجم داعشيا ، ومن يسرق بأسمه داعشيا . فيما الذي يعمل بالحق بأسمه ، ويكسو اليتامى ويجب الرشوة عنه ، ولايرضخ لإرادة الغير والأجنبي ، ويعمر ، ويبني ، يمنحه الأمام بركة الخبز والورد والعراق .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *