مما يؤسف له أن بعض وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة راحت تتخبط في طرحها لموضوعات كان الأجدر بها أن تحافظ على ماء وجهها قبل أن تشرع في طرحها ..فوسائل الاعلام هذه تستضيف بين حين وحين شخصيات تحسب نفسها بأنها أصحاب فكر متجدد وأن أفكارها تنويرية تريد بها إزالة الغبار عن تراثنا الديني والثقافي والتاريخي ..وليتهم ما فعلوا لأنهم اساءوا الى أنفسهم أولا والى العقيدة والتراث ثانيا ..لقد صفق لهم الجهلة ومن يسعى الى الفتنة وذر الرماد في العيون وأصحاب العقد المستعصية ؛ أما أصحاب العقل الراجح الصائب ممن تطهرت قلوبهم بالماء الزلال واحتوت عقولهم الحكمة البالغة فقد رفضوا مثل هذا الطرح المزيف المشوه وقالوا كلمتهم بصدق وأمانة وأن التنوير هو ما جاء به الاسلام قرأنا وحديثا في ذلك المنهج الذي يخاطب العقول ؛ وأن التنوير ما طرحه علماء هذه الأمة على مر العصور طرحا مستفيضا بعيدا عن الخرافات والتضليل والاباطيل وليس فيما يزعم هؤلاء المضللون الذين يسعون الى كسب الشهرة بوسائل رخيصة . ان ما يثير الدهشة حقا هو أنهم يثيرون التشكيك في القضايا المألوفة والمقبولة والتي لا تحتاج إلى دليل لنقضها فهي حقائق مسلم بها من العارفين والمطلعين على التراث الديني والحضاري للأمة. هم هؤلاء يفاجئوننا بين حين وآخر بالتجديد ..ترى أي تجديد يتحدثون عنه ! لقد ضاقت بهم السبل فراحوا يبحثون عن وسائل هي في الواقع تعرية لنفوسهم المريضة . ويبقى التنوير علامة فارقة لمن ينشدون النقاء والصفاء والخير والجمال .