بينما ينعم المرء بصحة جيدة يفوته احيانا أن يتفقد احواله مطمئناً لعدم وجود مؤشرات مرضية ، ناسياً ان الخطر قد يبدأ عمله في الخفاء داخل اوعيته الدموية وقلبه وقد يرى المرء في نفسه شاباً لايمكن للمرض أن يطاله وربما يفوته ان بعض العلامات قد تبدأ في سن مبكرة وهكذا تصبح امراض القلب الناجمة عن تصاعد مستويات الكولسترول طوال السنين من ابرز اسباب الوفاة في سنوات لاحقة من العمر.
ارتفاع نسب الكولسترول حالة شائعة بين النساء :
تكشف دراسة حديثة عن حقائق تثير الرعب ، اذ ان ربع المشتركات في الدراسة ممن لايزلن في العقد الرابع من اعمارهن يعانين من ارتفاع في نسبة الكولسترول والأمر ذاته ينطبق على ثلث من هن في العقد الخامس واكثر من نصف من هن في العقد السادس ،فيما كانت ثلث المشتركات في الدراسة من كل الفئات العمرية تعانين من انخفاض معدلات الكولسترول الجيد .
ويعتبر الكولسترول السيء أو الضار (LDL) أو البروتين الشحمي المنخفض الكثافة سبباً للاصابة بأمراض القلب عبر تشكيله لويحات تساهم في انسداد الشرايين ، في حين ان انخفاض نسبة الكولسترول الجيد (HDL) او البروتين ينضوي على خطر مضاعف .
ضرورة اجراء فحص للالتهابات :
يصبح الوضع خطر عنما ترتفع نسب الكولسترول السيء 160 فأكثر ، أو ينخفض الكولسترول الجيد لأقل من 50 هنا تصبح نسبة حدوث نوبة قلبية خلال العشر سنوات اللاحقة كبيراً .
ان بعض الاغذية باتت تدخل في تركيب بعض الأدوية لما لها من دور فعال في ضبط نسب الكولسترول السيء او الضار ، ومن بين تلك الاغذية اللوز ، وبذور الكتان ، والتفاح ، والصويا وزيت الزيتون ولكل طريقته في التأثير فاللوز وزيت الزيتون يحتويان على الكثير من الدهون الاحادية التي تتحد مع جزيئات الكولسترول الضار وتسرع من تخلص الجسم منها عبر الكبد ، اما بذور الكتان ومثلها التفاح والشوفان فهي غنية بالالياف التي تمتص الكولسترول عندما يصبح داخل الأمعاء .
على ان بذور الكتان تتميز عن غيرها بانها تحتوي على الحمض الدهني اميكا 3 الذي يحارب الالتهاب ، اما الصويا فهي تشبه في عملها الاستروجين الذي يحارب الكولسترول الضار في الجسم في حين ان الستيرولات النباتية تقلل نسبته كثيراً .
التمرين ومعدلات الكولسترول:
ترتبط صحة القلب بممارسة التمارين الرياضية بكافة اشكالها ولعل افضلها مايعرف بتمارين القلب التي تشمل كافة انواع المشي والجري ،ويعد المشي افضل من غيره كون الفعالية مرتبطة بمدة اداء التمرين والمشي يستغرق وقتاً اطول من الجري لذلك فهو يحقق فائدة اكبر.
اما تمارين القوى المعتدلة فهي تساعد في حرق كل من الشحوم المتراكمة في البطن والدهون الحشوية وتلك الأخيرة ترتبط بحالة المتلازمة الايضية التي ترافق انخفاض مستويات الكولسترول الجيد وارتفاع ضغط الدم وزيادة الشحوم الثلاثية وهذه كلها تقود الى الاصابة بأمراض القلب ، ولابأس من استخدام التمارين ذاتها لانقاص الوزن ان كان زائداُ علماً ان انقاص الوزن لايسهم بخفض معدلات الكولسترول الا بنسب قليلة .
الدكتور عبد الوهاب الجبوري