هل‭ ‬هناك‭ ‬متضرر‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬عراقية‭ ‬جديدة؟‭  ‬وما‭ ‬معنى‭ ‬الضرر‭ ‬ممكن‭ ‬الوقوع؟
‭ ‬الضرر‭ ‬يقاس‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬الناحيتين‭ ‬المالية‭ ‬والامتيازية‭ ‬حصراً،‭ ‬فلا‭ ‬أحد‭ ‬يحترق‭ ‬قلبه‭ ‬على‭ ‬إعاقة‭ ‬تنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬وخطط‭ ‬نهضوية،‭ ‬لإنها‭ ‬غير‭ ‬مطروحة‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬طاولة‭ ‬سياسية‭ ‬أصلاً‭.‬
الضرر‭ ‬المالي،‭ ‬يشمل‭ ‬تقاسم‭ ‬الوزارات‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬حصصا‭ ‬للأحزاب‭ ‬الساعية‭ ‬اليها‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬المردود‭ ‬المالي‭ ‬الأدنى‭ ‬الراشح‭ ‬منها‭. ‬وهذه‭ ‬مجرد‭ ‬مسألة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬مسائل‭ ‬التراضي‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬تقاسم‭ ‬الامتيازات،‭ ‬وليست‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬لأنّ‭ ‬الحلقات‭ ‬التقاسمية‭ ‬من‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬ومديرعام‭ ‬وسفير‭ ‬ومدير‭ ‬ورئيس‭ ‬مؤسسة،‭ ‬لا‭ ‬مساس‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬بعيد،‭ ‬سواء‭ ‬بقيت‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬واستمرت‭ ‬في‭ ‬مهامها‭ ‬او‭ ‬جاءت‭ ‬حكومة‭ ‬جديدة‭. ‬فمحرّك‭ ‬العربة‭ ‬هو‭ ‬ذاته‭ ‬باق‭ ‬مكانه،‭ ‬لكن‭ ‬غلافه‭ ‬الخارجي‭ ‬يتغير،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬حدوث‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬بالمواصفات‭ ‬التقنية‭ ‬للمحرّك‭ ‬ونوعيته‭ ‬وناقل‭ ‬سرعاته‭.‬
وعند‭ ‬إقرار‭ ‬قوانين‭ ‬تخص‭ ‬البند‭ ‬التنموي‭ ‬والامن‭ ‬الغذائي،‭ ‬يكون‭ ‬البرلمان‭ ‬قد‭ ‬منح‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬وقودا‭ ‬للاستمرار‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬عائق‭ ‬مالي‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬الشؤون‭ ‬الأساسية‭ ‬للبلد،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬انّ‭ ‬بند‭ ‬الرواتب‭ ‬على‭ ‬ضفة‭ ‬الأمان،‭ ‬ومستمر‭ ‬على‭ ‬حاله‭ ‬وممول‭ ‬من‭ ‬إيرادات‭ ‬النفط‭ ‬التي‭ ‬زادت‭ ‬بطفرة‭ ‬كبيرة‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬ويبدو‭ ‬انّ‭ ‬الزيادة‭ ‬التي‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬انها‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬٢٦‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬ستضيع‭ ‬في‭ ‬الصرف‭ ‬اليومي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬خطط‭ ‬مستقبلية‭ ‬استراتيجية‭ ‬توفر‭ ‬منها‭ ‬شيئاً‭ ‬للآتي‭ ‬من‭ ‬الأيام‭.‬
بالمحصلة،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الامر‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬متضرر‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬البلد‭ ‬تحت‭ ‬بند‭ ‬حكومة‭ ‬تصريف‭ ‬الاعمال،‭ ‬وحتى‭ ‬إقليم‭ ‬كردستان‭ ‬القلق‭ ‬على‭ ‬الموازنة‭ ‬الخاصة‭ ‬به،‭ ‬سيجري‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬بحسب‭ ‬المعطيات‭ ‬المتداولة‭ ‬سواء‭ ‬بوجود‭ ‬حكومة‭ ‬قديمة‭ ‬أو‭ ‬جديدة‭.‬
أمّا‭ ‬المحاذير‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬وضع‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي،‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬من‭ ‬الماضي‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أساليب‭ ‬التصعيد‭ ‬القديم‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الضغط‭ ‬والمكاسب‭ ‬ليس‭ ‬أكثر‭.‬
كل‭ ‬الحراك‭ ‬السياسي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬مصالح‭ ‬جديدة‭ ‬ومصالح‭ ‬مكتسبة‭ ‬وحدود‭ ‬للامتيازات‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يرضى‭ ‬ان‭ ‬يتم‭ ‬التجاوز‭ ‬عليها‭ ‬معنوياً‭ ‬واعتبارياً‭ ‬ومادياً،‭ ‬في‭ ‬غفلة‭ ‬من‭ ‬تشكيل‭ ‬الحكومة‭.‬
في‭ ‬حين‭ ‬هناك‭ ‬على‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬شعب‭ ‬كامل،‭ ‬سينخدع‭ ‬كالعادة‭ ‬في‭ ‬الشهور‭ ‬الأولى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكتشف‭ ‬انّ‭ ‬الدوائر‭ ‬تدور‭ ‬عليه‭ ‬وليست‭ ‬له

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *