رغم اننا شعب مجبول على الحزن والفجيعة منذ عقود من الزمن الا ان بعض سياسيينا ، عافاهم الله وابعد عنهم كل مكروه في اواخر رمضان المبارك ، يحبون ويصرّون على رسم الابتسامة على وجوهنا وان كانت الابتسامة من مخرجات الكوميديا السوداء . والغالي على قلوبنا السيد حميد الهايس يحب اطلاق النكات العميقة والمؤثرة والدالة حقيقة على شخصية لاتبالي بكلام الناس الذي ” لايقدم ولا يؤخر ” فتتفتح اساريره وافكاره دائماً على نكات سياسية من الطراز الثقيل تجعلنا نستلقي على ظهورنا من شدّة الضحك ، الضحك المتواصل الذي قد يودي بنا الى الوفا ة !
انا من متابعي نكات الهايس حين يطلقها من فضائيات متنوعة ، ففي نيسان من عام 2018 أطلق نكتة هزّت الاوساط السياسية ليس في العراق فقط بل هزّت اركان البيت الابيض الاميركي والاتحاد الاوربي ايضاً ن حين فجّر سرا خطيرا بالقول ان الاميركان يخططون لابعاده عن العملية السياسيةووقتها نزلت الجماهير الغاضبة الى الشوارع تشتم اميركا على ابو اميركا التي تخطط في دهاليز البنتاغون والخارجية لابعاد الجنرال العراقي الهايس عن العملية السياسية خشية تأثيراته القوية على مساراتها التأريخية التي اغاضت العدا وأسرّت الاصدقاء ، وللأسف الشديد نجحت المؤامرة الاميركية الكونية في ابعاده عن العملية السياسية وبقي الرجل رئيساً لمجلس انقاذ الانبار حتى لايتورط الاميركان معه بانقاذ العراق كلّه !
واصر السيد الهايس على اطلاق نكاته النوعية ، فاعلن اثناء مفاوضات تشكيل حكومة عادل عبد المهدي وقال في حينها ، إنه الأقرب الى وزارة الثقافة مشيراً إلى أنه مثقف ومستعد للامتحان ويعرف كل شيء، وتساءل الرجل ،حتى ينطبق المثل المصري على الحالة انه ” مفيش حد احسن من حد ” ” هل وزير الثقافة الحالي مثقف؟ ( يقصد سعدون الدليمي ) وما هي ثقافته؟ وهل نشّط الفن والمسرح في زمانه؟ أو أسس شيئا مستقلًا لوزارة الثقافة؟ أم نظّم مؤتمرات ثقافية على مستوى الوطن العربي والعالم في العراق”؟
وحينها يا سادة يا كرام انشغلت الاوساط الثقافية والادبية والفكرية داخل البلاد وخارجها واستبشرت خيراً وفرحا وتهليلاً بانه بوجود الهايس على رأس الهرم الثقافي في البلاد فان جوائز الاوسكار السينمائية ونوبل الادبية ستحجز للعراق فقط فلا منافسة بوجود الهايس وزيراً للثقافة حتى ان اتحاد الادباء والكتاب العراقي قرر ان يعقد مؤتمراً مبكراً ، اسوة بالانتخابات المبكرة ، لترشيحه رئيساً فخرياً للاتحاد وبالاجماع !
ويواصل السيد الهايس سلسلة نكاته المفجعة وهي نكتة من النوع القصير البرقي بالقول ” أن لديه بقرة حاملا سيعطيها لمن يستطيع تشكيل حكومة من دون نوري المالكي” مع ملحق يقول ” إن مفاتيح الدولة العراقية وتشكيل الحكومة بيد رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، و ليس أمام القوى السياسية من خيار سوى الذهاب إلى المالكي واقتراح تشكيل الحكومة عليه من أجل العراق، وقد يقبل بذلك أو يرفض “!
وبذلك سنّ عرفاً جديداً ممن اعراف العملية السياسية المضحكة في البلاد وهو دخول ” الهوايش ” باحمالها الى بورصة الرهانات السياسية لتشكيل الحكومة ، وعتبنا على الهايس انه من فرط براءته ربما لايعرف ان اسعار التحولات البرلمانية وصلت الى 3 مليون دولار للكرسي البرلماني الواحد ، وان الجماعة تجاوزوا مرحلة ” الهوايش الحامل ” الى ” الدولار القابض ” !
على هذه الشاكلة والطراز سنمضي الى بناء العراق الجديد جدا والمقتدر ” كلش ” والماضي نحو المستقبل المشرق ” زحفاً ” !!
وحقيقة لا اريد ان انقل واستعير أي تعليق من أي عراقي على التواصل الاجتماعي خشية الاتهام والفبركة ، وسأكتفي بتعليق لمواطن مصري قال فيه :
“هايشه !
هايشه !
إيه الكرم ده ؟ هايشه حته وحده ؟ دنت عليك حاجات يا عمو هايس”..!!