لا أبغي من كتابة هذا المقال إلا توضيح أمور الارتقاء بالنفس والترفع عنها أمرا تقتضي الضرورة وجوده لمسار صحيح في الحياة، فهو يحتمل أن يكون وجها من الأوجه وليس شامل الفكرة كلها.
التناقضات الكلامية:
عندما نرى من يدعو إلى القيم نلتف حوله عادة برغبة مثالية في البحث عن النقاء البشري، فنتجه إلى حالة من الوصف له بالتنزيه والملائكية وننسى انه بشر يخطئ ويصيب، فان أحسسنا انه بشرا حينما أخطأ أو ناقض وله فعله، حطمنا تمثاله المنحوت في أدمغتنا وهو بكل تأكيد ليس شبيها لهذا الإنسان.
الحياة قصيرة
الإنسان يعيش حياة قصيرة يقضيها بالوهم وكأنه أحد برامج العالم الافتراضي بالحاسوب، وقد يغادر الحياة دون أن يتمكن من سؤال نفسه لم أنا اركض وأصارع وانا مغادر إلى عالم أوسع ومفتوح قد لا أكون فيه إلا شقيا، ضياع الوقت في البحث عن قدوة أو الاتكالية سلبي جدا بل كن أنت القدوة بالفهم والسعي الجاد.
والعصــر
العصر كساعات بين الصلوات منتصف أو ثلثي اليوم…. والعصر في سورة العصر تبدو قسما، لكن القسم ليس لتقديس الوقت وإنما للتنبيه، فالإنسان إلى أن يشتد عوده ويعتمد على نفسه فهو يكون قد بلغ العشرين أو يزيد وحتى بلوغ الأربعين فهو في عصر حياته عمليا، وكلما تقدم بالعمر تناقص زمن بقائه وضاع من الزمن يوما فيوما فشهرا فسنة وهي كلها لا تعود وإنما يخسرها الإنسان اللاهي وهو مشغول في صراعات وتنافس على المال والجاه والمكان الوظيفي الذي سيغادره حتما ولن يلتصق به فهذا العمر وفروضه.
إن العمر كما شبهه أحد العارفين كقالب الثلج كلما تقدم النهار زاد الحر وهطل ماءه ولا يمكن إن تستفاد من ماء تبدى مالم يك هذا الثلج في مكانه فيكون نافعا لصاحبه، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخلصوا في عملهم ولربهم واتبعوا الحق وتواصوا به هم من وضع الثلج محله ليتخلص من القيض مع ذوبانه فلا يتبدد، وإنما الحياة دار الابتلاء فما علينا إلا أن نواسي بعضنا ونعينهم من اجل أن يستمروا، فمعنى الصبر ليس التحمل السلبي وإنما الصمود على الآدمية والكرامة الإنسانية من اجل رسالة الإنسان في رعاية السلالة وإعمار الأرض.
إننا نتجاوز عصر رمضان فما علينا إلا أن نصبر ونشد العزيمة على إحداث تغيير إيجابي في نفوسنا أو على الأقل التمهيد لهذا وننصح الآخرين بالصبر بالمثل إلى أن تنجلي الغمة وفي الحالين فان العمل الإيجابي هو الممدوح مهما كانت الظرف والابتلاء، سواء ابتلاء شدة أو ابتلاء رخاء.