لم تكن ليلة الثلاثاء الماضي حينما خاض فريق نادي ريال مدريد مباراته في اطار جولة الذهاب لدور نصف النهائي بمواجهة فريق نادي مانشستر ستي الا ليلة استثنائية برزت فيها كل فنون الكرة وتمخضت عن سبعة اهداف كانت حصة الفريق الانكليزي منها اربعة اهداف حيث كان المبادر في الهجوم وحقق هدفين مباغتين لم يكونا بالقدر الذي يربك الفريق الاسباني الذي بات يلقب بفريق السبعة ارواح..
والملفت ان فريق ريال مدريد يبدا اي مباراة من مبارياته في اطار الدوري الاسباني او دوري ابطال اوربا لكنه لايقارن في نهاية تلك المبارة بما بدء به واستهل تلك الفاصلة الكروية خصوصا في هذا الموسم حيث يمكن ان يستقبل هدف او هدفين لكنه بالنهاية يستطيع العودة الى اجواء المباراة موظفا امكانيات لاعبيه ولياقتهم البدنية العالية وتراجع منافسهم فيمكنهم تحقيق الريمونتادا التي طبعت اغلب مباريات الفريق هذا الموسم رغم مؤشرات هشاشة الدفاع والارباك الذي يعاني منه اغلب لاعبي الفريق وعدم قدرتهم على مجاراة لاعبي خصومهم في النصف الاول من الشوط الاول حتى يتغير اداء الفريق تماما مع تقدم مجريات المباراة وامتلاك اللاعبين جراة وحماسة واندفاع تمكنهم من العودة وتوسيع الفارق والكثير من الامثلة تبرز واقع الفريق الملكي وتبرز احقيته بالمنافسة على اكثر من جبهة هذا الموسم من خلال تواجده على قمة الترتيب في الدوري الاسباني وحسمه للقب الدوري ال35 باريحية كبيرة بابتعاده عن اقرب منافسيه بحصيلة كبيرة من النقاط وامكانية حصوله على نقطة وحيدة تهديه اللقب من المباريات المتبقية له في اطار الدوري الاسباني..
اما موقعه في دوري ابطال اوربا فالفريق يعول دائما على ملعبه لما يملكه من افضلية التلاعب بخصومه في ملعب السانتياغو برنابيو في العاصمة الاسبانية (مدريد) خصوصا وان المدرب الايطالي كارلو انشيلوتي افصح عن تلك الافضلية مبرزا امتلاك الملعب لسحر خاص تمكن الفريق من توظيفها بالعودة لاجواء المباريات التي عادة ما يكون فيها منهزما بهدف او هدفين ثم ما يلبث ان يعود للمباراة من الباب الضيق ليحقق الافضلية المطلوبة لاسيما في مباراتيه اللتان خاضهما امام الفريق الباريسي باريس سان جرمان او فريق تشيلسي خصوصا وان الاخير اقصاه من البطولة في الموسم الماضي..
ومما تقدم وفي الليلة ذاتها وبينما كان الكل يتكلم عن الارواح السبعة التي يملكها الفريق الاسباني وقدرته على قلب الطاولة في اغلب مواجهاته كان فريق نادي القوة الجوية يتعرض للهزيمة الثانية من امام فريق مومباي ستي الهندي في اطار جولة الاياب من منافسات دوري ابطال اسيا لتبرز فكرة عدم امتلاك فرقنا العراقية لتلك الارواح السبعة المماثلة التي يمتلكها الفريق الاسباني او غيره من الفرق العالمية التي تجعل متابعيه يؤمنون بالعودة المطلوبة للفريق برغم تراجعه بهدف ويعود التساؤل بشان الكثير من المعطيات التي تفتقرها تلك الاندية بالتاكيد من اجل امتلاكها لتلك الخاصية المفقودة التي حرمتها من التواجد في مواقع متقدمة من البطولات القارية التي تشارك فيها لاسيما وان الفريق الجوي تواصل مع النتائج السلبية للفرق العراقية في ابرز الفرص الاسيوية المتاحة له مما يجعلنا نضع اللوم تارة على منافسات الدوري العراقي التي لايمكن ان تجاري الدوريات الاسيوية الاخرى وتمكن فرقنا من انتاج مستويات مهمة تستطيع العودة الى المباراة وعدم ادراك ان خيوط اللعبة بدات تنفلت من بين ايدي اللاعبين او اقدامهم ان صح التعبير من خلال توالي دقائق المباراة ولاشك في ان العامل الاساسي في تلك المجريات يعودة لحاجة الفريق الى مدرب نفسي يمكنه من ان يصحح المستوى الفكري والنفسي للاعبين ويبعدهم عن هواجس الخسارة منذ ان تهتز شباكهم بهدف مباغت عكس مجريات اللعب مثلما كانت مباراة الفريق الجوي الاولى امام منافسه الهندي والتي تراجع من خلالها ليشهد مباغتة هندية على غير العادة انتهت بخسارة اولى للفريق العراقي وبصورة غير مالوفة قتلت فيه ليس روحا واحدة فحسب بل الارواح الستة التي هومت بتلك المواجهة !