متابعة نيرة النعيمي
يحتفظ مركز لالش الثقافي والاجتماعي الأيزيدي في محافظة دهوك في كردستان العراق، بغطاء رأس تراثي نسائي معدني صنع يدويا من قبل حرفيين أيزيديين، قبل أكثر من 700 عام. ورغم مرور 7 قرون على صناعته، إلا أن هذا الغطاء، وهو دائري الشكل مصنوع من النحاس، ما زال يحافظ على جماليته، التي تظهر في دقة صناعته والنقوش المحفورة عليه بشكل بارز ومتساو، وتتدلى من جانبيه وخلفه سلاسل مختلف الطول مصنوعة هي الأخرى من النحاس.. غطاء رأس نحاسي أيزيدي عمره 700 عام يقول مسؤول القسم الثقافي في الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي، “الغطاء مصنوع بدقة متناهية تعكس خبرة صانعيه العالية وهو دليل على أن الايزيديين محتفظون بتراثهم الكُردي القديم رغم تعرضهم لمئات حملات الإبادة الجماعية المعروفة بالفرمانات في التاريخ”. ويؤكد “ما زال هناك عدد قليل من العائلات الأيزيدية تحتفظ بهذا النوع التراثي من أغطية الرأس النسائية في ناحية بعشيقة وبلدة بحزاني في سهل نينوى شرق الموصل، فيما يحتفظ متحف مركز لالش بغطاء واحد منها إلى جانب العديد من القطع الأثرية الأخرى”. ويشير قاسم إلى أن هذا الغطاء كان باهظ الثمن وخاصا بفئات معينة من النساء الأيزيديات، مثل بنات الباشَوات ورؤساء العشائر كما كانت ترتديه العرائس، لكنه لم يعد موجودا اليوم، ولم يعد الحرفيون الذين يصنعونه متواجدون أيضا. ويوضح: “تطرأ تغييرات على أشكال وتصاميم الملابس النسائية والرجالية التراثية بين الحين والآخر، وهذا ما حدث مع غطاء الرأس المعدني الذي تغير بمرور الزمن إلى أنواع أخرى، لكن ما زالت هناك نساء أيزيديات يستخدمن غطاء مشابهاً للتراثي”. ويعتبر قاسم غطاء الرأس جزءا رئيسياً من الملابس النسائية الأيزيدية، وهو مصنوع من القماش حالياً. ويبيّن قاسم أن النساء والفتيات الأيزيديات يزينّ أغطية الرؤوس بالليرات الفضية من الأعلى، بينما تُشدّ جوانبها بنوع خاص من الغطاء يسمى “رشك” وتوضع عليها مسكوكات ذهبية بأشكال مختلفة، كما تستخدم أيضا وخاصة من قبل الفتيات غطاء الرأس المعروف بالكفية البيضاء أو الزرقاء.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *