يختلف النمط المعماري للمساكن بين محلة واخرى وبين مدينة ومدينة ،
وأسباب هذا الاختلاف كثيرة لا مجال لحصرها هنا لكن من اهمها عامل البيئة والمناخ والعمر الزمني أو تاريخ المدينة الذي يجعلها تحتفظ بطراز معماري مميز ينتمي الى حقبة زمنية سابقة ..
يشترك الجميع دون استثناء واضح يُذكر بالاحتفاظ بصورة عن البيت الذي احتضن طفولتنا وعن المحلة أو الزقاق الذي نشأنا فيه وأمضينا بواكير عمرنا فيه ، ولاشك بأن الصور التي نتذكرها مختلفة وفقا لاختلاف النمط المعماري الذي اشرت اليه والذي ينعكس بوضوح على تفاصيل حياتنا اليومية بشكل او بآخر !!
وليس غريبا ان يصل الاختلاف الى حد التناقض بين البيئة التي نشأنا فيها رغم اننا ننتمي الى مدينة واحدة !!
لست بصدد التطرق الى ذكر الاختلافات بين بيت شرقي صغير في زقاق ضيق يجاور مرقد الامام الكاظم او الامام ابي حنيفة وبين بيت آخر يبعد مسافة بسيطة عنهما عند خاصرة دجلة في العيواضية او الوزيرية على سبيل المثال !! لكن صورة الستارة المعلقة خلف الباب الخشبي المفتوح طيلة النهار والتي تشترك بها اغلب بيوت المحلات السكنية القديمة التي لاتسمح أزقتها بمرور السيارات لضيق المسافة بين جانبيها وتجعل البيوت تحتضن بعضها في لحظة عناق أبدية !! هي التي اخذتني بعيدا هذا الصباح وانا اطالع منظر البيوت في شارعنا الواسع الجميل والذي لاتوجد فيه أسيجة تفصل الحدائق عن بعضها ، لكنني اكاد اتلمس حواجزاً واسواراً لم اختبرها يوما في ذلك الزقاق الذي احتضن سنين طفولتي وكانت ابواب بيوته تفتح عند شروق الشمس ومع تصاعد رائحة الخبز من سطح الدار لتكون تلك الستارة هي الفاصل الوحيد مابين بيوت تتنفس الحياة في لحظة عناق أبدية !!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *