سنوات تمضي وايام تتلاشى وساعات تجتر ذاتها ودموعي لازالت تتدفق كل رمضان بعد الافطار..دموع حاولت ان احبسها لكنها ابت الا ان تتفجر رغماً عن طاقات الرجولة ..عجيبٌ هذه الحياة …. تتخللها مواقف ولحظات لايمكن للانسان – مهما كانت قوتهِ الروحية والجسدية – ان يحبس فيها قطرات الدموع المتفجرة من مقلتيهِ …لحظات اقل مايمكن ان يُقال عنها – انها لحظات قدسية مع الذات وصراع مع الامل والحزن والدموع والمعاناة التي تعصر المخلوق البشري في لحظة من لحظات التاريخ ..وساعة من ساعات الاحتظار الروحي. اربع سنوات مرت كلمح البصر وانا اتابع كل حلقة من حلقات – قلبي اطمأن – وفي كل حلقة اظل اذرف الدموع بصدق ..دموع اقل مايمكن ان يُقال عنها انها دموع قدسية تعتصر الذات بكل ماتعنيه هذه العبارة من معنى. شاهدت ويلات لاتعد ولاتحصى في العراق على مدار هذا العمر الذي شارف على الافول ..لحظات لم اذرف فيها دموعا بهذه الغزارة  وهذا الصدق النابع من اعماق اعماق هذا القلب المكسور ..مكسور لأسباب كثيرة ..لايعرفها الا الله سبحانه وتعالى. كلما اشاهد – ذلك الملاك البشري المقنع – وهو يقف بأدب امام ضحية من ضحايا هذا العجز وهذا الفقر الرهيب ..يظل قلبي يخفق بشدة لكل كلمة  ينطقها – غيث – كأنني استمع الى ملاك قادم من مكان بعيد ارسلهُ الخالق الجبار لينقذ مخلوقا بشريا وضعه القدر في هذا الاتون المرعب من فقر وعجز والم – اخاطب ذاتي بانني لن ابكِ هذه المرة الا ان الدهشة التي تصيب الضحية الفقيرة حينما يمنحها الله رزقها عن طريق – غيث – تجعلني ارتجعش وبصدق وتنهمر الدموع بلا توقف كأنني انا المقصود من تلك العطايا ..العطايا التي لايعرفها الا من ذاق مرارة العوز والحاجة يوما ما . كل يوم اتضرع الى الله ان يضع غيث في طريقي او يضعني في طريقه لأرى الوجه الذي حمل كل هذا المفهوم الانساني وهذا العطاء الذي لايعرف الحدود. كل يوم تذهب افكاري الى ( اغنياء العراق ) الاغنياء الذين سرقوا نصف اموال الشعب او كله ليصبحوا بهذا الثراء الفاحش – لو قدم كل واحد منهم مليارا واحدا من دولاراته التي يحتفظ بها في بنوك الدول الخارجية الى فقراء العراق لكنا – نحن الفقراء نعيش بأحسن حال – لكن الغني يشعر انه فوق البشر ولا يدري انه سينام في نفس التربة التي ننام فيها نحن الفقراء يوما ما – وهناك سيقرر الخالق من هو الجيد ومن هو  غير ذلك . لازال هذا البرنامج هو البرنامج الوحيد الذي يهز كياني بكل صدق ..تحية لكل من ساهم فيه ..لو كنت ميسور الحال لشاركت بالشيء الكثير لكن الخالق يعرف الحال …تحية لغيث….. وتحية لكل من ساهم في صناعة -قلبي اطمأن-

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *