الغريزتان الكبيرتان الطعام والجنس ،إنها غرائز محورية في جسم الإنسان فهناؤه يتأتى من استيفاء هاته الغرائز لعملها التي وجدت له. غريزة الطعام هي غريزة كل كائن حي الإنسان يأكل ،والحيوانات تأكل،والحشرات تأكل . لكن الحيوانات تأكل ولا تدري ما الدافع الخفي وراء طلبها للطعام ،أما الكائن الإنساني فقد أكرمنا الله بنعمة التفكر والتساؤل فنحن نتسائل عما نفعله ولما نفعله وما الغاية من فعله ،فنطلب الطعام ونعلم مسبقا أنه وقودنا لبقاء على قيد الحياة ، فنأكل لنعيش.(غريزة الطعام والجنس). (اقرأ المزيد من المقالات من قسم قضايا مجتمعية).
لماذا أودع الله فينا غريزة الطعام والجنس ؟
الله قد أودع فينا حوافز تسيرنا لتحقيق غايات فالطبع قد أودع في الإنسان حاجة الجوع لتكون بمتابه حافز لنا نحو الطعام ، فالجوع إذن وسيلة لطلب الطعام .فالله قد أوجد فينا وسيلة الجوع وأمدنا بالطعام لإشباعه ،فمن يخالف سنة الحياة بأن يدقه جرس الجوع ويمنع نفسه من الطعام وهو حاضر ومتوفر عنده بدعوى التقشف والتزهد والتقرب إلى الله -وهذه دعوى المتزهدين الذي زعموا إلى إضافة الجوع المصنوع إلى قائمة الحساب عند الله أي أنه كلما زاد الألم والجوع زاد الأجر- ،فقد خالف الطبع الذي رسمه الله للإنسان.
ما الغاية من غريزة الطعام والجنس ؟
غريزة الجنس ، وكحاجة جسم الإنسان للطعام لحفظ حياته فهو بحاجة للجنس لحفظ نسله ، فالإنسان يأتيه جوع الجنس كما يأتيه جوع الطعام ،الله قد أودع فينا كل غريزة لتحقيق هدف معين فإن كان الهذف من الطعام الحفاظ على وجودنا من أجل تحقيق الهدف والغاية الذي خلقنا من أجلها ألا وهي عبادة الله ،فإن الهذف من الجنس هو حفظ النسل وتحقيق التكاثر لنتمكن من تحقيق معنى الإستخلاف في الأرض .ويستحضرني هنا قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما سئل ما الهدف من الزواج قال : إنما نتزوج ليخرج الله من أصلابنا ذرية تعبده “.
من منا يستحضر مسألة حفظ جسمه بالأكل وحفظ النسل بالجنس؟
لكن !!! من منا يستحضر مسألة حفظ جسمه بالأكل وحفظ النسل بالجنس وهو على طاولة الأكل أو عند الجنس ،فقد أصبحنا نأكل لملأ بطوننا ونمارس لتفريغ حاجاتنا ، من منا ذكورا أو إناثا يأتي الجنس وهو يدعو الله أن يكون الخلف صالحا فمعنى الله في هذه الممارسات يكاد يغيب ليحل مكانه معنى الشيطان وبكثرة .لقد إستخفنا وإستهثرنا بهذا الجانب الغرائزي في الإنسان إذ تحول من كونه فرضا من فروض الحياة واجبا لحفظ النسل إلى شهوة يتم إفراغها غالبا في الحرام ، وإستهثارنا هذا إنما هو راجع لمجتمعاتنا فقد خططت ونظمت هاته الأخيرة لكل شيء إلا الجنس تركته في الفوضى واكتفت بإصدار الأوامر لا تفعل ….لا تفعلي …! إذ قيدت وضيقت واستصعبت الطريق على شبابنا ليعفوا أنفسهم في الحلال فتعمت الطرق عليهم فجاءوا البيوت من غير أبوابها.
فلو أن الآباء امتثلوا لأوامر الله ورسوله وسهلوا الطرق ويسروا لعفوا الشباب أنفسهم ولما عاد الزواج رهين بمدى تأهل الزوج وقدرته على الكسب ،فالزواج المبكر منجاة لمجتمعاتنا وشبابنا .بالتالي فهناءة الجسم إنما تكتمل بالوفاء بهاته الغريزتين والاستجابة لهما وعلينا أن نفهم ونعي الغاية منهما لنتمكن من تحقيق الغاية التي وجدنا من أجلها حتى لا نكون كالذين انشغلوا بما خلق لهم عما خلقوا هم له.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *