كتبَ | نصير جبرين

 

تأثرت الاسواق العالمية مجددا وبشدة بعد ان تعافت من تداعيات جائحة كورونا بالسلالة الجديدة من متحور فيروس كورونا الجديد (اوميكرون)، الذي سارعت معه بعض الدول الى فرض قيود على السفر، ودعت الى اتباع نهج عملي قائم على المخاطر، وفرضت كذلك دولا عدة، ابرزها اميركا وبريطانيا وهولندا والسعودية والامارات حظرا على الرحلات من جنوب افريقيا ودول افريقية مجاورة، لتصاب معظم البورصات العالمية بالاحباط مجددا، بالاضافة الى اسواق النفط، الا ان الذهب بقي الملاذ الاستثماري الآمن الوحيد كعادته في اوقات الازمات.

وكانت منظمة الصحة العالمية كشفت ان السلالة الجديدة من كورونا التي اكتُشفت في جنوب افريقيا تحت اسم «اوميكرون»، قد تكون الاشد عدوى بين كل المتحورات التي ظهرت حتى الآن.

الأسواق الأميركية

وبالعودة الى صدمة الاسواق العالمية من متحور «اوميكرون»، فقد تعرضت الجمعة الماضي الى خسائر حادة وكانت اسهم السياحة والسفر اكبر الخاسرين. وانهت الاسواق الاميركية تداولاتها الاسبوعية بخسائر حادة، اذ هبط مؤشر «داو جونز» الاميركي بـ%2.53 ليسجل بذلك اسوأ اداء منذ بداية العام الحالي، كما هبط مؤشر «ناسداك» بـ%3.14 و«اس اند بي 500» بـ%2.34.

وفي اوروبا، هبط مؤشر «ستوكس 600» المجمع بـ%3.7 ليسجل خسائر اسبوعية بلغت %4.5، كما انخفض مؤشر «فوتسي 100» البريطاني بـ%3.6، وهبط مؤشر «داكس» الالماني بـ%4.1، وتراجع مؤشر اسواق «كاك» الفرنسي بـ%4.7.

الأسواق الآسيوية

وأُغلقت الاسواق الآسيوية ايضا على هبوط قوي في تعاملاتها الاسبوع الماضي، وهوى مؤشر «ام أس سي آي» الآسيوي بـ%1.8، وانخفض مؤشر «نيكي» بـ%2.5 الى ادنى مستوى منذ اواخر اكتوبر، فيما هبط مؤشر «توبكس» الياباني الاوسع نطاقا بـ%2.

النفط.. اكبر الخاسرين

الى ذلك، كانت اسواق النفط الخاسر الاكبر في نهاية الاسبوع المنصرم بأكثر من %11 بفعل المخاوف من المتحور الجديد. وهبط سعر العقود الآجلة لـ«برنت» تسليم يناير بـ%11.6 او ما يعادل 9.5 دولارات ليستقر عند 72.7 دولارا للبرميل، مسجلا بذلك خسائر اسبوعية بلغت %7.8 واكبر خسائر يومية منذ ابريل 2020 بعدما اصيب العالم بأسره بالشلل بفعل تفشي فيروس كورونا.

كما انخفض سعر برميل نايمكس الاميركي تسليم يناير بنسبة %13 او 10.2 دولارات الى 68.15 دولارا للبرميل لينخفض بذلك بـ%10.2 لاجمالي تعاملات الاسبوع الماضي.

مكاسب طفيفة للذهب

من جهتها، ارتفعت اسعار الذهب بشكل طفيف عند نهاية تعاملات يوم الجمعة الماضي وقلص مكاسب قوية تم تسجيلها سابقا، ولم ينجح المعدن الاصفر بالاحتفاظ بمكاسبه التي تجاوزت الـ30 دولارا خلال تعاملات الاسبوع الماضي. وارتفع سعر العقود الاجلة للذهب (تسليم فبراير) بنسبة تقل عن %0.1 او 1.2 دولار عند 1788 للاوقية الا انه تراجع بـ%3.6 في اجمالي تعاملات الاسبوع الماضي.

العملات الرقمية

ولم تكن تأثيرات المتحور الجديد من كورونا حكرا على أسوأ الاسهم العالمية والنفط والذهب بل وصلت الى اسواق العملات الرقمية المشفرة، اذ تراجعت قيمتها السوقية امس بـ %5.54 لتصل الى 2.47 تريليون دولار بحجم تداولات سجل اكثر من 160 مليار دولار خلال 24 ساعة.

اشارة الى ان عملة «بيتكوين» الاشهر بين العملات المشفرة خسرت نحو %8 الجمعة الماضي بعد اكتشاف السلالة المتحورة الجديدة من كورونا، وقد دفع ذلك المستثمرين الى التخلي عن الاصول ذات المخاطر المرتفعة لمصلحة اصول وملاذات اكثر امنا مثل السندات والين والدولار.

وبعدما وصلت قيمة «بيتكوين» الى مستوى تاريجي في 10 نوفمبر، حيث بلغت قيمتها 69 الف دولار تراجعت امس بنسبة %6 لتصل الى 54.2 الف دولار، وبذلك تكون «بيتكوين» قد خسرت اكثر من 14 الف دولار من قيمتها في نحو اسبوعين.

كما تراجع سعر عملة «اثريوم» بـ%7.6 امس الى اكثر من 4 الاف دولار، وانخفض سعر «ريبل» بـ7.6% الى 0.9 دولار وعملة «بولكادوت» باكثر من %10 الى نحو 35 دولارا.

عملات عالمية

ارتفع الين، الذي يعد ملاذاً آمناً، بينما هبط الراند الجنوب افريقي، يوم الجمعة، مع توخي المستثمرين الحذر بعدما دقت بريطانيا ناقوس الخطر بسبب سلالة جديدة من فيروس كورونا تنتشر في البلد الافريقي.

وقفز الين %0.56 إلى 114.68 للدولار، في حين تراجع الراند إلى أدنى مستوى في أكثر من عام عند 16.17 للدولار مع تصاعد المخاوف إزاء السلالة بي 1.1.529 التي قد تجعل اللقاحات أقل فعالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *