كتبَ | محمد الكلابي

 

الثورة بتعريفها في الأدب السياسي (هيجانات شعبية غاضبة من مختلف الطوائف الدينية والطبقات الأجتماعية تهدف الى إسقاط النظام أو تغيير سياستهِ بشكلٍ كامل)

وهذ التعريف ينطبق على ما حصلَ في العراق مطلع تشرين الأول من عام 2019 (ثورة تشرين) والحزب السياسي

مجموعة منظمة من الأفراد تعمل بنظرية سياسية وأجتماعية واحدة تسعى الى الوصول للسلطة نظام الحكم

غالباً ما يَتبع الثورات ظهور أحزاب جديدة

وتكون مُستغلة في حال لم تقم الثورة بأسقاط نظام الحكم

إذ أنَّ إنشاء حزب سياسي لا يَشترط قيام ثورة

في تشرين

و قبل ظهور جائحة كورونا في العراق حين كانت الثورة تتمثل بالأعتصام في مختلف المحافظات وحين كان الأعتصام يستقطبُ زخماً جماهيرياً كبيراً

بدء بعض الأفراد بالدعوة الى إنشاء حزب سياسي والأشتراك في العملية السياسية في ظل النظام ذاتهِ والقوانين ذاتها

داعين بأن التغيير السياسي الحقيقي لن يكون بالأعتصام بل في الدخول الى البرلمان لن يأتي بالتغيير مُعتصم بل نائب !!

يمكن تقسيم هؤلاء الأفراد الى قسمين

مستغلين – أغبياء ، ولأن الغباء ينتهي حين تكون حقيقة الواقع واضحة لذلك بعد فترةٍ قصيرة صار يُمكن تصنيفهم بأنهم مستغلين

و هؤلاء يدعون بأنهم يسعون الى علمنة الدولة لكسب تأييد الجماهير الساخطة على الأسلام السياسي في العراق ,لكن الحقيقة

أنَّ نظام الحكم في العراق قوانينهِ لا تسمح بالأستقلال السياسي وإنما تتطلب تحالفات سياسية وهذهِ التحالفات تُبنى وفق المصلحة الحزبية، ساحقةً أهداف الثورة و هي أعلاء هوية الفرد العراقي وتأمين كرامتهِ والعمل على مصالح الشعب

وعن هذا يُمكنني الأستدلال بتجربة الحزب الشيوعي العراقي

حين تحالفَ مع التيار الصدري في عام 2018 مُتخلياً بذَلِكَ عن نظريتهِ السياسية والأجتماعية للحصول على مقعدين في البرلمان

 

هامش

تشرين لم تقم بأنشاء حزب سياسي مستقل حامل لأهدافها والأحزاب التي ستشارك في العملية السياسية بأسم تشرين ما هي إلا جماعات إنتهازية (مستغلة) تسعى وراء تحقيق مصالحها

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *