-1-
يتوق الكثيرون للوقوف على أسرار غيرهم والتعرف عليها ولكنهم يرفضون – وبشكل مطلق – إطلاّع الآخرين على أوضاعهم فهم يجيزون لأنفسهم مالا يجيزونه لغيرهم .
وتلك هي احدى المفارقات المرّة .
-2-
المؤمن الصالح يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، ويكره له ما يكره لها سواء بسواء .
-3-
ولا يسمح الشرع لك ان تفتح رسالة مرسلة الى غيرك من دون إذنه بينما يتلذذ بعض الحمقى بفتح الرسائل المغلقة المرسلة الى غيرهم للاطلاع على الاسرار والاخبار .
وقد تناهى الى سمعي أنَّ المرجع الديني الاعلى الامام السيد محسن الحكيم – قدس سرّه – فتح احدى الرسائل الواصلة اليه فوجدها مرسلة الى أحد انجاله فسارع الى طيها ثم قال لولده الذي كانت الرسالة مرسلة اليه :
سامحنى يا بنّي فقد فتحت الرسالة ظنّا مني أنها مرسلة اليّ ..!!
وهذا منتهى الورع والخلق العالي، فهل من المحتمل أنْ يُحمّلَ الابنُ أباه مسؤولية فتح تلك الرسالة يوم القيامة ؟
-4-
وعلى العكس من ذلك قصة ذَكَرَتْها بعض كتب الأدب جاء فيها :
انّ بعض الكُتّاب كان يكتب والى جانبه رجل يتطلع الى كتابته ويقرؤها ،
وشَقّ على الكاتب ذلك فكتب :
” ولولا ثقيل بغيض كان الى جنبي يتطلع لشرحتُ جميع ما في نفسي “
فقال الرجل :
والله يا سيدي :
ما كنتُ أتطلع ،
قال :
ومِنْ أينَ قرأتَ هذا الذي أنكرتَ ؟
أرأيتَ كيف اجترح الكذب وأقسم بالله كاذبا على فعله القبيح ؟
ان الذي يتدخل فيما لا يعــنيه لابد أنْ يلقى مالا يُرضيه .
وهنا تكمن العظة .