أبى أولياء الأمر وعموم أبناء نينوى، إن لا يترجلوا عن جيادهم، ويغمدوا سيوفهم، أو يعتلوا التل متفرجين ،عندما احتل داعش مدينتهم في غفلة من الزمن، نتيجة اخطاء سياسيه، وسوء تقدير وقصر نظر، حين اتخذت الحكومة يومذاك قرارات، جردت العراق من أي قوة ضامنة لأمن العراق واستقراره، وجعلته وحيدا أمام اللصوص، والذئاب ألتي تتربص به على الأبواب.
عاث داعش بالمدينة فسادا عند احتلالها، واستباح دماء ابناءها، ومزق نسيجها الاجتماعي، واول من قطع رقابهم من أهالي نينوى هم رجالات دينها الابرار ، ثم العديد من شبابها ومفكريها الرافضين لفكر داعش وثقافته ووجده الغاشم على أرضهم الطيبه.
حاول داعش طمس حضارة الموصل، وتاريخها المتجذر في أعماق كل العراقين، فحرق مكتباتها حتى آخر كتاب وكنيسة وماذنة ومدرسة وجامعه ، وأراد محو ثقافتهم المدنية المشعة التي عرفوا بها منذ ازمنة سحيقه، وغسل أدمغة ابناءها الصغار بمناهج تعليميه ألتي تشبهة مناهج عصور الظلام والتخلف،وحرف بوصلتهم والقضاء على عراقيتهم.
لكن الدواعش قوبلوا بالرفض والمقاومة المذهلة من قبل أهل نينوى الأبطال، حيث انبلج الصبح، وهب الغيارى، مع القوى الخيرة في العالم، فكانت حرب الأحرار ضد الأشرار، كانت التضحيات كبيره والدمار لايوصف، ولانبالغ إذا قلنا احترق كل شيء واصبح يبابا منثورا.
وما إن تحقق التحرير، حتى بانت معادن الرجال وصدق نواياهم ووطنيتهم الصادقه، حين قرر النجاح وطي الصفحة المظلمة، وتلك الحقبة المظلمة نهائيا وإلى الأبد،وهاي هي نينوى وقد تجولنا في شوارعها وسبحنا باضواءها المتألقة، نورا واخلاصا وحبا وعطاء، جامعات عامرةبكل المكونات ومن مختلف المحافظات ومستشفيات بأحدث الطرز والتكنلوجيا المتقدمة وفنادق ومطاعم لامثيل لها حتى في العاصمة بغداد،ومشاريع مياهها ومجاريها، وطرقاتها وجسورها الحديدية ألتي انجز البعض منها والقسم على وشك الإنجاز.
كل شيء سيتغير في نينوى نحو الأحسن والأفضل وآلاتم.
ذلك بفضل المقاتل الوطني المخلص الذي خاض التحدين معا، تحدي القتال والمنازلة وتحدي البناء والأعمار، أنه المتواضع الطيب المحافظ العميد نجم الجبوري، ونائبه الدكتور رعد العباسي، وكل العاملين معهم وكل مدراء الموؤسسات الصحية والخدمية والتعليمية.
نهيب بكل المسوؤلين في باقي المحافظات العراقيه إن يستلهموا درس البناء والنهوض من أهالي نينوى الأبطال، فإنهم قدوة حقيقية وماترجموه على أرض نينوى وشاهدناه بأعيننا لخير دليل لما ذهبنا إليه ونود تحقيقه.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *