على ما يبدو ان الحراك الكردي الكردي في إقليم كردستان له صدى على وقع بغداد فهناك حراك سياسي من قبل جميع القوى السياسية يجري خلف الكواليس ولجان تفاوضية كخلية النحل تعمل على قدم وساق للوصول الى حل معضلة تشكيل الحكومة من جهة وإعلان رئيس الجمهورية من جهة أخرى وسط انتظار التيار الصدري الذي اتخذ 30 يوماً جانب المعارضة إنتهاء المهلة المحددة ليعلن قراره الجديد والعيون تترقب ما سيؤول اليه الشارع العراقي خشية من تحول السجال او الخلاف السياسي الى صدام شيعي شيعي وكردي كردي وهذا ما لا نأمله في قادم الأيام لان وضع العراق سياسياً واقتصاديا وامنياً واقليمياً لا يتحمل المزيد من الازمات ربما يدخلنا في دوامة جديدة اشبه بالبند السابع وعقوبات لن يتحملها الجسد العراقي.
لكن ما يبعث بالأمل ان هناك حراك اخر يطفو حالياً على سطح الساحة السياسية وأحداث مهمة منها الحراك الجامع من قبل الكتل السياسية داخل قبة البرلمان للتصويت على حظر التطبيع وإقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني وقانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتحرك نحو كشف ملفات الفساد ضد المسؤولين وتفعيل قانون استرداد أموال العراق، وهذه النشاطات تعد اول خطوة للتقارب بين الكتل السياسية وربما تكون بادرة أخرى لفتح الانغلاق السياسي.
فالجميع يعلم ان البوابة التشريعية هي الجامعة لمختلف الكتل والمكونات واللجان النيابية لا تنفرد بها جهة معينة على حساب أخرى باستثناء الرئاسة كاستحقاق متفق عليها مسبقاً من قبل الكتل حيث تضم نواباً من مختلف الأحزاب وشخصياً اعتبره من اقوى البوابات التي تطرح على طاولتها النقاشات وتصل الى حلول مرضية لجميع الأطراف ربما تطرح على رؤساء الأحزاب لتتخذ منها ممراً ممهداً نحو فك جزء من الانسداد السياسي.
ولا ننسا ان هناك حكماء القوم ممن يسعون بالخفاء او العلن بحل معضلة الانسداد السياسي التي كبلت جميع مفاصل الدولة والقت بظلالها على عمل الحكومة الحالية (تصريف اعمال) ومنعها بحسب الدستور العراقي من ابرام الاتفاقات او التعاقد علماً اننا اليوم بأشد الحاجة لتعزيز المنظومة الامنية بالأسلحة المتطورة التي تتناسب مع إمكانيات العدو بالإضافة عن الحاجة لتطوير مفاصل القطاع الصحي والتعليمي والزراعي والصناعي والسياحي والخدمي في البلاد ناهيك عن ازمة شح المياه والتغير المناخي (يعني العراق جاي يمشي حالياً بقدرة قادر).
هناك فسحة امل ينتظرها العراقيون من خلال عقلاء القوم والأحزاب الحاكمة بحل الازمة الحالية التي دامت لأشهر طوال والاحتكام الى العقل والمنطق الذي يؤكد الجلوس الى طاولة حوار تجمع جميع الفرقاء للخروج بموقف واحد يجمع شتات العراق بالنهاية ستخسر جميع الأحزاب ثقتها بالجمهور الانتخابي فيما اذا استمر هذا العناد والتشنج واخشى من اين يأتي يوماً ويكون الشعب هو بيضة القبان لحل هذا الانسداد.