كم من شاعر كبير مات وهو بحسرة تراب بلاده ترك كل مسائل الشعر وامسك بحب الوطن والحنين اليه وكم شاهدنا شعراء العراق المغتربين عنوة وهم يبكون شوقا الى العراق ويسطرون حروفا ملؤها الالم والحنين الى الديار وهل كل الديار مثلك ياعراق…
تمنيت ياوطن لو انك تستقبل ابنائك احياء تفرح بهم وتفخر ..يعطرون انفاسهم من رائحتك الزكية… لكن الذي يحدث ان يصل جثمان الشاعر الكبير مظفر النواب ارض الوطن ويستقبل استقبالا حافلا بكل حفاوة وتقدير واجلال لروحه …اليس اجدر ان لو استقبلوه حيا بنصف او ربع تلك الحفاوة التي استقبلوا فيها الجثمان ….زاد الحزن حزنا لماذا يموت الشاعر غريبا مشتاقا لوطنه الله وحده يعلم مدى الحسرة في قلبه،،، يهان المرء يوم يموت بعيدا عن ارضه الى متى اوطاننا تضع الجواجز بوجه ابنائها ليموتوا غرباء مكسورين ثم بعد ذلك يستقبل الجثمان …ان تستقبله حيا من دون مبالغة افضل الف مرة من ان تستقبله بكل الحفاوة وهو جسد بلا روح …