تتدرج المفاهيم العلمية وتتنوع كما تتنوع العقول ومستوياتها فالبعض يحاول ويكافح من اجل ان يتسلح بالعلم والمعرفة لمنفعة ذاته اولاً وغيره ثانياً. فأصحاب الشهادات العلمية حاولوا واجتهدوا وتركوا ملذات الحياة ومغريات الشباب من اجل التميز عن اقرانهم في مراحلهم الدراسية، حيث كانت لمذاكرتهم المستمره والدقيقة ثمارها عندما حصلوا على شهادات واختصاصات نافعة للمجتمع، فجعلت المرضى تقصد عياداتهم وأصحاب المشاريع يقصدون مكاتبهم الاستشارية وهكذا الى ان اصبحوا جزء منتج ونافع للمجتمع. على العكس تجد من كان يقضي ساعات الدروس في المرح واللهو والاستهزاء وبالكاد حصل على شهاده بسيطه بشق الانفس من احدى الكليات الاهليه وبالشافعات والتوسل وكسر الخواطر وبأمور أخرى حتى ينجح ويتخرج ليصبح بلا فائدة للمجتمع لانه لا يفقه شيء من دراسته وحتى البعض لا يعرف شهادته، مجرد ورقه مجومة ومركونه ليصبح من أدوات البطالة التي لا تنفع في أي شيء لانه اساساً غير جاد في حياته وينتظر حتى يتزوج بمساعدة اهله ويكون اسرة ليكون الجاني الأول لهذا التنظيم العائلي عندما يُحمل اهله مشاق العناية بأفراد اسرته ومصاريفهم ليستمر هو بالفشل.
أي ان الدراسة والجد وطلب العلم ينبع من الرغبة الحقيقية والحرص الشديد للشخص بذاته، وهذا شيء اصبح طبيعي في المجتمع ففي الاسرة الواحدة تجد هناك من يحرص على دراسته والأخر لا يهتم لها. فلا نستغرب ان ينجر الموضوع في قاعة الدراسة حيث هناك من يهتم ويجتهد وهناك من يأتي لتسقيط فرض ومجبر عليه لان اهله يُريدون له الخير وهو لايعي معناه. حيثُ من غير الممكن ان نحكم على مجموعة من الطلبه بسبب تصرفات فردية او نستعرض عضلاتنا على مدرس ناجح محبوب اجتهد وابدع في إيصال المعلومه الى تلاميذة والذي اصبح يُمثل لهم رمزاً علمياً يقتدون به.
اما حب الطالب لاستاذه فهذا يأتي من علاقة فطرية غايتها العلم والمعرفة والنجاح.
ولا مجال اخر للتأويل والتشهير وجعلها قضية كبيرة حدثت في قاعة دراسية تحكمها اربع جدران وسقف علمي. فماذا لو تجولنا في الفضاءات المفتوحة والمولات والشوارع ووجدنا حالات ومظاهر لاتتناسب مع مجتمعنا، وكلام والفاظ غير لائقة دون ان يتم محاسبتهم، وماذا لو تابعنا بعض الصفحات الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي للشباب من كلا الجنسين حتماً سنجد الفساد بعينه ومتابعات لحساباتهم حتى تتعدى المليون ليصبحوا من المشاهير بالفساد ويُلقبون (أستاذ، ست)، وبالمقابل يُجرد الأستاذ الحقيقي والناجح من نجاحه وابداعه مع طلبته ومنعه من تدريس الطالبات وبالعكس بعملية اغتيال معنوي للمهنية العلمية المتطورة.
لا حياء بالعلم هذا ما تعلمناه. ويبقى البيت والاسرة هي المسؤولة عن تربية الأبناء وان قاعات الدراسة للعلم فقط.
فنحن اليوم جميعاً نعمل من اجل نشر العلم والمعرفةوبالتالي لخلق ثقافة امنية علمية مجتمعية ليبقى العراق متميزاً بأبناءه المتميزين.
{ لواء دكتور