بلغنا يوم الجمعة الماضية الذكرى الثالثة عشر لرحيل شيخ المدربين العراقيين (عموبابا ) ومع توالي الاعوام التي تهيل ترابا على رحيل هذا المدرب الذي لايتكرر تبقى التساؤلات مرهونة بمدى حاجة الكرة العراقية لمثل تلك الفاصلة التدريبية التي لم يعرف معها العراق اسما تدريبيا فاعلا مثلما حظي به المدرب المذكور ..
لقد مثلت محطة المدرب عموبابا مع التدريب فاصلة استثنائية وظفها المدرب المذكور اعتمادا على كاريزما نادرة ابرزها خلال مرحلة تدريبه لمختلف الفئات العمرية تدرجا للمنتخب الوطني ومن تلك المحطات ما كان يلعبه المدرب المذكور من دور محوري انعكس على كونه كان مدرب طواريء او منقذ لغرض الاستعانة به بعد المباراة الاولى للمنتخب حيث مثلت تجربته في هذا المجال تجربة غنية نادرا ما واجهها مدرب عراقي اخر ..
وبالرغم من مرور اكثر من عقد على رحيل المدرب فانه باق وخالد في الذاكرة العراقية ويتجدد ذكره مع كل اخفاقة يواجهها المنتخب العراقي ليتم استذكار محطات المدرب عموبابا وكيف كان يرسخ فاصلة تدريبية مهمة بالاعتماد على خططه ورؤيته الكروية التي تنتشل المنتخب من ضحالة الى غنى بالاعتماد على المهارات والقدرات التي كان يعتمد عليها المنتخب خصوصا في فترة الثمانينات ..
ويتجدد السؤال في ذكرى رحيله بشان ان الكرة العراقية وصلت مرحلة الياس في ضوء رحيل المدرب المذكور وابتعاده عن التدريب بسبب المرض فمنذ تلك المحطات لم نلمس اي تحسن بواقع المنتخب ولاننكر ان الاخير حظي ببطولة كاس الامم الاسيوية لكنه لم يمتلك القدرة على ابراز الروحية المناسبة التي تمكن جيل 2007 من ان يواصلوا تلك الروحية التي خاضوا بها البطولة الاسيوية ليتمكنوا لاحقا من تحقيق حلم الوصول الثاني للمونديال او على اقل تقدير ترسيخ حضورهم الابرز ببطولة خليجي والتي عقد معها المدرب عموبابا صداقة دائمة بحصوله على كاسها ولثلاث مرات كان اخرها عام 1988 ..
اضافة الى ان غياب عموبابا عن الساحة الرياضية جعلنا نبحث عن مواصفات كان يمتلكها الراحل في بحثنا الدائم عن الاستقرار التدريبي الذي غاب عن حاضرة المنتخب لعقود لاسيما من خلال الاخفاقة الكبيرة التي مني بها المنتخب حينما استهل استحقاقه في التصفيات المونديالية بمدرب سلوفيني هو كاتانيتش ليتم اقالته لاحقا والاستعانة بمدرب غريب الاطوار جعل من مشاركتنا بدور الحسم امثولة لغياب الرؤية الواسعة والافق التدريبي المطلوب وهو ادفوكات الذي عرض تاريخه العريض بمجال التدريب لهزة كبيرة قبل ان يعلن هبوطه من قطار المنتخب السائر بالتعادلات والنتائج المخيبة حتى ان قبل ان تتم الاستعانة بمساعد المدرب ادفوكات والذي عبر عن ضحالته وضعف قيادته للمنتخب في اكثر من مواجهة ليتم الاستغناء عنه والاكتفاء بالرؤية المحلية ممثلة بالمدرب عبد الغني شهد والذي قاد منتخبنا لمواجهتين احدهما حقق فيها الفوز الغائب عن اطار المنتخب قبل ان يعود للغة التعادلات المخيبة في اخر تلك المواجهات من دور الحسم والذي مثلت مبارياته فرصة لاتعوض في ان يتحقق حلم التواجد في نسخ المونديال للمرة الثانية لكن لاتاني الامال وفق ما تشتهيه رياح السفن ..
وتاليا علينا ادراك ان الكرة العراقية ومنذ غياب عموبابا لم تنجح في ابراز قامة كروية تدريبية مهمة تسهم بابعاد شبح غياب الاستقرار التدريبي وهبوط المستويات في الاسماء التي تعاقبت على تمثيل الكرة العراقية ودلوني على اي من تلك الاسماء خصوصا المحلية التي استطاعت ان تملا فراغ الابتعاد الذي ابرزه رحيل المدرب عموبابا والذي كان يملك الى جانب خبرته التدريبية كاريزما مهمة بالتعامل مع اللاعبين خصوصا الشباب منهم حينما كان شاهدا على ولادة جيل الالفية وابرز قدراتها على مواجهة التحديات والمصاعب وابعاد الخوف من قلوبهم بتشجيعهم واثبات قدمهم وترسيخها في عالم الكرة حتى ان تلك المواقف جعلت من تلك الاسماء التي قادها المدرب عموبابا في تلك الفترة تلهج السنتها بالعرفان له كلما مر ذكر المدرب الذي كان يملك الفضل في ابراز مواهبهم وامكانياتهـــم ..