لقد اهتمت الكثير من فروع العلم بدارسة الإنسان، من علم نفس وتاريخ وعلم اجتماع إلى الفلسفة والأخلاق والطب؛ حيث تعمق كل علم من تلك
العلوم في دراسة الإنسان من جوانب مختلفة
أن الإنسان كائن يقبل ويسعى للتكامل والرقي، حيث يملك من الطاقات والقدرات ما يؤهله للوصول لدرجة من الرُقي التي تسير به لمرحلة من مراحل السعادة والاستقرار .
أن المقصود من معرفة أنفسنا هو معرفة الطاقات والقدرات التي نعلمها يقينا عن أنفسنا، كما أننا لا نبحث هنا عن مكونات الجسد وكيفية عمله.
نحن نسعى لمعرفة تنظيمية لحركتنا العلمية والعملية في الجهة الصحيحة، كي يسهل علينا بناء النفس بناءً صحيحا متكاملا ؛ كما يجب أن يعرف الإنسان هدفه الحقيقي ومصيره النهائي وكذلك سبيل سعادته .
لا يمكن أن يُحدث الإنسان أي تغير إيجابي في حياته دون تلك المعرفة الضرورية أولا، والتي منها ينطلق لتحقيق قدر من التكامل الإنساني المطلوب لكلا منا بقدر الطاقة المبذولة.
فالبذور عندما تستقر تحت التراب ويتوفر لها الماء والمناخ اللازم تنتج الثمرة، وهنا يجب التأمل جيدا؛ فكم من بذرة واحدة بتوافر الظروف ووجود القابليات ينتج منها عشرات بل مئات الثمار.
كذلك الانسان بالامكان ان تزرع فيه قيما وافكارا وتغذيها باستمرار لتنتج لنا شخصية تتحقق فيها قدرا من التكاملية .
وهنا يظهر لنا أهمية معرفة وتشخيص الهدف ومعرفة الطريق لتحقيقه والسير نحوه، وهذا مرتبط بالعلم والوعي كمبدا واساس لمعرفة الذات وقيادة بوصلة اتجاهها نحو القيم والحقائق
التي نؤمن بها ونمارس سلوكياتنا على اساسها لنكون على حدود مقبولة من التكامل الذي نطمح له.
نحو تلك الأهداف والقيم الكبرى في الحياة .
البعض يرى تحقيق الكمال وحدوثه في الرقي المعنوي والروحي، ويرى آخرون في رقيه العقلي الذي يحصل عن طريق العلم والمعرفة وكل مايرتبط بالمعاني السامية للانتقال من حالة الى حالة افضل تتجسد فيها القيم والاخلاق والمسارات الانسانية الحقيقية .
ويبقى الانسان يطمح لان يرتقي نحو المثالية اوالكمال بمحاولاته وسعيه لامتلاكها بما يميزه عن الاخرين ويكون محط اعتزاز واحترام من الجميع.