المزادات في العالم لها تنوع كبير، ومواسمها تحظى بمتابعة الملايين من المهتمين وتروج لها عدسات المصورين واخبار الوكالات. وهناك أشياء نظنها تافهة لكنها عند البيع في مزاد في نيويورك او لندن او باريس تبلغ قيمتها الملايين ويكون التنافس للحصول عليها مثل حرب مستعرة.
بعض المزادات يكون منصات بارزة للأثرياء الذين يرتادون نادي التميز والبذخ وحب التملك لكثرة المال المبذول بين أيديهم، ومنهم امراء وشيوخ من دول النفط والغاز العربية.
وبعض المزادات تشهد اقبالا من مستثمرين كبار، أفراداً أو شركات، يحاولون الحصول على تحف فنية أو تذكارات لأحداث نادرة في التاريخ، ما يلبثون بعد سنة أو سنتين أو أكثر، أن يقوموا ببيعها في مزادات لاحقة أو من قبل شركات متخصصة ببيع النفائس.
في جانب آخر، هناك مزادات تمول النشاطات الخيرية لجمعيات أمراض مستعصية أو لمساعدة الأطفال المنكوبين جراء الفقر والمرض والحروب.
غير انّ الدول العربية لا تزال في بداية الطريق أو ليس لبعضها طريق أصلا الى تنظيم المزادات الخاصة بها، من اجل جمع المبالغ الممكن انفاقها على مشاريع خيرية، لاسيما حين تكون الحكومات والمؤسسات الرسمية عاجزة عن تقديم الدعم لقطاعات كثيرة غير مشمولة بتمويل من الموازنات الرسمية.
هناك تذكارات من حروب العرب في فلسطين وميداليات وثياب وقصاصات لمذكرات ورسائل لقادة وجنود مضى عليها سبعون عاما، وهناك تذكارات شخصية من الفترة العثمانية، وبعضها كتب نادرة أو مفردات خاصة لقادة عسكريين او سوى ذلك، وجميعها من الممكن ان يكون لها أثمان عالية لتمويل مشاريع وإنقاذ محتاجين. ليس المجال متاحا هنا لتعداد ماذا يمكن ان يندرج تحت قوائم السلع الصالحة لدخول المزادات، لكنها مواد متنوعة ومتوافرة عند أفراد يتوارثونها عائليا أو لدى مؤسسات عامة.
ليس القديم في العمر وحده له ثمن وقيمة اعتبارية ومادية، وانّما هناك متعلقات شخصية لها مكانة خالدة لشباب عراقيين استشهدوا في انتفاضة تشرين المقدّسة، وهم يرددون شعار نريد وطناً، في حين كان رصاص الذين لايزالون يتصدرون المشهد السياسي اليوم يحصد أرواحهم.