عطفا” على قرار تأجيل امتحانات الدراسة المتوسطة إلى اشعار آخر .. أود أن أتساءل ، خارج الأحاديث التي تدور عن تشكيل اللجان التحقيقية ومعاقبة المسؤولين عن تسريب الأسئلة.
ما هو مصير الطلبةوعوائلهم والحالة النفسية السائدة ، بسبب تأجيل الامتحانات ؟ الموضوع يرتبط بعمل منظومة تحتاج للمراجعة في مفاصل عديدة ، لكونها مسؤولة عن ضمان حق التعليم وجودة التعليم ومستقبل وطن وأجيال ( كما أشرنا لذلك دائما”) ولا يتوقف عند حد ثبوت تسريب الاسئلة !!!!
ما أتحدث عنه .. يرتبط بالنتائج والانعكاسات النفسية على الطلبة وعوائلهم ، سواء على مستوى الجامعات أو الدراسات الابتدائية والمتوسطة والثانوية .. وذلك ما لا يهتم به كثيرون للأسف ..
مايهم الآن إكتشاف المسرب للأسئلة وعقوبات تطال البعض ، سرعان ما سيزول تأثيرها وتكون الحالة في طي النسيان .
نحن نتحدث عن منظومات تعليمية ، تم تأشير العديد من نقاط الخلل فيها … حيث كثر الحديث عن تدخلات سياسية سلبت المؤسسات المعنية ، القدرة على تنفيذ خططها السنوية تبعا” الطاقات الاستيعابية ومعايير جودة التعليم ، وشهادات (علمية) من جامعات خارج العراق ، وصفت بالمزورة. ومستويات دراسية محكومة بأسلوب التلقين والحفظ (الدرخي)، تفتقر إلى المهارات التي يتطلبها سوق العمل
وعندما ظهر موضوع تسريب الأسئلة ، فإنه مجرد حالة تعمق الجراح وتبرز مدى وجود الحاجة الى مراجعة المنظومة التعليمية بمجملها ومعالجة الأسباب ، باعتماد إجراءات وقائية استباقية ، قبل النظر الى تحليل النتائج وأتخاذ الإجراءات العلاجية ، التي ماعادت تنفع في عالم اليوم ، الذي يستند إلى التخطيط السليم منعا” للوقوع في الأخطاء .. مانشير إليه .. يتطلب نظرة تحليلية شاملة لمجمل الأمور المرتبطة بالعملية التعليمية في العراق وقرارات جريئة تهتم بمراعاة مصير الأجيال القادمة .
وإلا فالحوادث والتراجع ، والفشل .. سيتكرر باستمرار.
{ أستاذ متمرس دكتور