في بداية الثمانينات ، ابان الحرب العراقية -الايرانية ، اصدر مجلس قيادة الثورة قرار يقضي بشمول ( الجمال ) بالمجهود الحربي ،والقاضي بان يحمل كل جمل (10 )صناديق اعتدة يوميا ” ..
يقال والعهدة على الرفيق ( ابو عروبة) ، ان الرفاق اختلفوا في ان يكتبوا جمال وهو جمع جمل ، ام يذكرون بعير ، حيث اختلفوا في جمعه ، في حين اكد عزة الدوري ان جمعه ( بعيرون ) ، فان طه ياسين رمضان قال جمعه جمع مؤنث سالم مسلح ( بعيرات ) ، وافتى حسين كامل بان جمع بعير هو جمع تكسير على صيغة (بياعير) ، في حين ان سعدون حمادي قال :ان جمعه ( اباعرة ) ، عندها قال صدام حسين : ايها البعران ، اكتبوها (جمال ) لانه جمل مذكر سالم مسلح…
بعد ايام ، قبضت المخابرات العراقية على عتوي متسلل الى الحدود الاردنية ، مدعي انه هارب من قانون شمول البعران بالمجهود الحربي و تحميل كل بعير ب (10)صناديق اعتدة ..
قال محقق المخابرات لل عتوي : لكنك عتوي و ليس بعير ..
قال العتوي : حتى ابرهن للانضباطية ( الانضباط العسكري) ، اني عتوي مو بعير ،( 1000) صندوق عتاد محملين علي….
تذكرت هذه الطريفة، وانا اتحاور مع حچية خاچية و هي عراقية كادحة تعمل منظفة في احد دوائر الدولة و بائعة شاي…
قدمت لي خاچية قدح الشاي، و هي تقول انه شاي مهيل . وبعد ربع ساعة اتت بقدح شاي وهي تقول هذا شاي جديد بالنعناع ، فعرفت انها رشوة، لانها تعرف اني مدمن شرب الشاي ..قلت لها : ما القصة ياحچية ؟، قالت : سمعت ان هناك تعيينات بالاصالة على الدرجات الخاصة ..
قلت : صحيح . قالت :ويقولون ستكون هناك محاصصة على المكون و على الاحزب..
قلت لها : صحيح ،اذا تابعت الاخبار واستمعت الى الخبراء، اتوقع اصيرين لو انديرا غاندي لو مارغريت تاشر ..
قالت مبتسمة: في الدائرة ، نحن ٩ منظفات من مكون واحد ، واخاف يطلعوني و يجيبون منظفة اخرى من مكون اخر ، لو يجيبون امراة بمكاني على بيع الشاي والماي والبسكت ..
قلت : لا اتوقع ، لان دخلك غير مغر لهم..
قالت : دكتور ، هم عيونهم ضيقة و يباعون على (التفلة )..
قلت : ما المطلوب مني يا خاچية ؟؟،
قالت : تنصحي !!!،
قلت لها: بماذا انصحك ؟؟!!.
قالت: عندنا ناس قريبة من السيد ، و جماعة قريبة من الحچي ، ومعارف قريبة من الاستاذ، و خليهم يديرون بالهم علينا ..
قلت لها : محد ايفيد، خلي عينك بعين الله ، وقول : اللهم يا من خلقتنا من طين ، و جعلتنا مسلمين ، و هديتنا بالاسلام و ب محمد واله الطيبين الطاهرين ، و وليت امرنا حفنة من الفاسدين ، ان تحفظنا كما حفظت موسى من فرعون وقومه الظالمين، و تحمنا كما حميت محمد من قريش وجمعها الكافرين ، انت مولانا فنعم المولى و نعم النصير لعبادك المستضعفين ..
قالت : اكتبها لي لاني انساها ، ثم هل اقراها الفجر لو بعد الغروب ..
قلت لها مازحا : بعد وجبات الطعام مع الدواء ، لعل الله يشفينا من وباء المحاصصة و طاعون الاحزاب ، ويرحمنا برحمته الواسعة .
اللهم احفظ العراق و اهله.
وانصر العراق واهله
ا.د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي