الإنسان لن يحيا دون أمل، للأسف، هذه الحقيقة الوحيدة المطلقة، وبسبب الأمل يتناقض المرء. لم أصدق سابقاً أن الحياة “أمل” اليوم أنا حكيم لذلك بت واثقاً من ذلك. فوجود الأمل وجوداً ينتج ويبتكر دونه يعيش المرء حالة اليأس المطلق تلك التي عاشها المحاصرين من الجيش الصيني من قبل الجيش الياباني. دون أمل يصبح فوضوي ومشتت على الدوام. ولن تكون العدمية واقع معاش من قبل والآن لو لم يخفت بريق الأمل في نفس مَن أخذها من العدم. نحن كائنات من يوجد في الغد منه نستمد قوت اليوم لنكمل الدرب، لذلك يجب أن تظل تلك الشعلة مشتعلة، ولكن، يجب ألا نسرف في تفكيرنا بها، فالأمل … نعم سلاح ذو حدين، ودون أمل سلاح ذو حدٍّ واحد. لماذا أطلق همنغواي الرصاصة على رأسه؟ من قبل والده فعل وبعض أقرباء جربوا الشيء نفسه فهل هي جينات مثلاً؟ لا …. كان همنغواي قد فقد الأمل منذ سنين وما الرصاصة إلا توكيد فقدان الأمل. پؤ: شاعر أمريكا والقاص الكبير. لا أحد يعرف كيف مات ولكن حين تقرأ سيرته وأعماله وشعره، ستعرف، موته كان انتحاراً بسبب فقدان الأمل، وشربه للخمر المبالغ فيه كان موتاً بطيئاً. والآخرين الذين ينظرون لپو سيعرفون كيف هي الحياة دون أمل من حياة الرجل هذا الذي وضع في قصصه كل ما عاشه من حياة دون أمل ليرسم لنا صورة واضحة لرجل قضى حياته بين أربعة جدران يضرب الجدران برأسه، هكذا، حتى نهاية حياته في ضارع مظلم ومعه زجاجة خمر وآخر كلماته (يا رب ساعد روحي البائسة) فقدان الأمل سبب بؤسها. لم يكن يصرح بهذا الكلمة من أجل ذنوبه كان التصريح وطلب العون من أجل الحياة، صرخة فقدان الأمل لم تخرج بعبارة أكمل، لذلك وضع الرب وبدل الأمل في حياة لاحقاً يستحوذ عليها حتى يعوض نفسه هنا وانعدامه. همنغواي أم إدغار؟ رجل قالها بصراحة وآخر قوله مبهم، في النهاية الرجلين فاقدين الأمل ربما يجب أن يدخل هذه الخيارات خيار ثالث وهو دستويفسكي، لم يفقد الأمل والسبب الكتابة والسابقين فقدوا الأمل رغم الكتابة، تحمل الجوع والذل، پو كذلك تحمل ولكنه قتل نفسه وهذا ما جعله خارج المقارنة الحياتية، همنغواي لم يتحمل هو كان لا يطيق الحياة كجينات وراثية واقتحمه الوعي اقتحاماً مروعاً جعل منه دمية خشبية تبحث عن الفأس، لذلك دستو أفضلهما قدوة في عيش الحياة ورفضها على الورق وبسبب قوة الرفض خرجت الحروف من الورق وصارت واقع معاش لكل الأجيال التالية وصارَ دستو رمزاً للصراع مع الحياة الصراع، الذي يكون فيه البشر أشبه بالجبان ولكنه شجاع في محاولاته أن يصبح نداً ويكسر الشوكة ورغم، ضربات الحياة له كان نداً قوياً لا يصارعها مباشرةً لكنه هزمها.