ـــ
تسرق
من اللوحـة التجاعيــد..
تسرق جيُوب المَلِك
تسرق دموع
-الأمُهات- وتختلس من كؤوس الخمـر
ثمالـة العُشّاق.. كُن مُهذّبـا
أمام الشِّعـر..
لا ترسُم الشعـر..
قـــد تخُون اللوحــة..
تثمـل من فُرط القصيدة
طالما تعتَّقــــــتْ
-رَدحـاً-
بين ضلعيك..
تسرق
من اللوحــة دهشتها..
والذي ماتَ
مُنتحراً بجُرعـة زائدة من الألوان..
كان رسّامـاً لم يقطع أذنهُ
-اليُسرى-
لا تسرق
من اللوحة التجاعيــد, وإن شاخـتْ اللوحة..
الذاكـرة المليئـة بالألوان, كذاكرة
مونش أو دافنشي أو غوخ..
لا يُصيبها الألزهايمر..
أو الصـدأ..
أو
يُثملُها الإيثانول..
مُضيئة
وكأن خيالها من نيــون..
لا تكسِـر قيثارة الراعـي..
ولا صولجان الملك..
لا تمسح عَرَق -الأمّهات- ولا العسل من
شفاه الحبيبـة.. الرجُل الشاعـر يكتُب عن
تعب أمـه وأرقِها, وسهرِها, وقطرة
دمعِها وعن مواسم الأحزان
التي امتصّتْ وجهها إلى تجاعيـد..
الرجُل الشاعــــر يكتُب عن السبيبات
الشـائبة أعلى رأسها.. وعن
ضفائـر الحبيبـة,
ومشيتها,
وضيق خصرِها,
وعن
غيمات
الفرح التي تُحَلِّــــق..
على عينيها.
ــــــــ
لا تسرق
ريشـة الفنان, لا تسرق حُزنـه,
اختلس منه الفرح
ورتّب له إيقاعاً مع العُزلة, أو مُنفرداً وفي
عُلبـة الألوان خبأتَ
لهُ الطبيعة..
هيئ له الألوان بمزاجها..
وسحرها..
رتب له الداخـل..
دع صدره محشو بالأحزان..
وسوس له أن يقطع أذنه..
أو يُطيــل شاربه..
أو استفزَّهُ
-بالموناليــزا-
ولكن لا تسرق اللوحـة,
لا تسرق الألوان من اللوحـة, ستموت..
ستموت مسخاً كحربـاء..
عجــوز
ــــــــــ