يَا للغَرابَة منْ دَوائِر أوْقاتٍ مَاكرَة
حِينَ ألتهِمُ بَقايا جَسدي المُهْترِئ
فِي ذاكرةِ اليُتمِ …
عَارٍ أنا، مِنْ آثام خَطايا عَالمٍ
ارْتكبَتنِي عندَ الوِلادة،
كانَ عليَّ أنْ أضْحكَ،
أضْحكَ كثيراً …
قبْلَ صَرختِي الأولى
بِإرادَتي…
أعْلِنُ عنْ مَولدِي
كوافِدٍ جَديدٍ بِلا تأشيرَة،
أتحَسَّسُ أطرافِي الهَشَّة
إِنْ كانتْ قادِرة عَلى البقاءِ طويلاً
أوْ سَريعا مَا تَنقرِض
كعَلامَة
تِجارِية
فاشِلة…
** ** **
ثمَّة جَسدٌ لوُجُودِنا رُبَّما،
فِي عالمٍ مَا
وَنحنُ الظل.
ثمَّة مَكانٌ لأعْيُننا النافِقة
فِي مَحاجرَ صَخْرِ شاطئٍ مُهْمل
وَنحْنُ جَراد بَحرٍ
منْ قِشرةِ الوَهْم.
ثمَّة كِتابُ أسْفارٍ قدِيم،
يَحكي اغْترابَ وُجوهِ الذينَ رَحَلوا تِباعاً
بِقلبٍ فارِغٍ منْ هَواءِ الحُلم
وَنحْنُ حقائبُ قشٍ،
مُدْمِنة
لِكلِّ
وُجْهاتِ
اليَأس.
** ** **
وَذاكَ الصَّوتُ الآتي
مِنْ فِجاجِ الحَيرةِ
صَوتي وإِنْ لمْ أرَهْ.
يَعبُرُ بِي ضِفافَ
أنْهَار ضَجرِ النَّوايا.
أحَقاً لِلأمكِنةِ أسْمَاء … ذاكِرَة …
نَوافِذ مَفتوحَة لِلسَّماءْ.
أقولُ حِين يَنتابُني
هَلعُ فَقْدِ أشْيائِي الصَّغيرَة ..
سَاعة جُدْران بَيْتي المُقفِر
مِكنَسة أحْزاني الخَشبيَّة
عُكازَة جَدِّي الأثرِيَّة
وِسادَة أرَقِي المُزْمِن.
فأيُّ مَكانٍ سَتلتقي أطرَافي المُعلقة فِي مَشانِق الجِهاتْ…؟؟
وَحينَ أستعيدُ لِلرُّوحِ
قَسْوةَ السُّؤالْ
يُدَحْرجُ صَهيلُ العَرباتِ الفارِغة جَسدِي
يُدحْرِجُهُ عَميقاً
فِي
جَوْفِ
البُهْتان.