في عام 2006 م نشرت صحيفة واشنطن بوست مقابلة مع الجندي الأمريكي ستيڤن غرين المتهم باغتصاب فتاة عراقية وقتلها هي وثلاثة من أقاربها قال فيها “إن قتل الناس في العراق يشبه سحق نملة”.
وتابع غرين “قتلت شخصاً رفض التوقف اثناء وجودنا عند نقطة تفتيش ولم أشعر بشيء”.
منذ عام 2003 م وللآن، كل المجازر التي حدثت في العراق تذهب إلى نهايات سائبة، حتى اكتسب كل يوم من أيام الأسبوع صفة ” الدامي”، دون أن يُدان أو يُحال إلى القضاء أو يُقال من منصبه أحد؟!
وفي العام 2014 م شهد العراق أبشع جريمة إنسانية عرفها التأريخ المعاصر؛ جريمة سبايكر التي راح ضحيتها 1700 شاب عراقي قُتلوا بمزاجٍ عالٍ ولم يحدث شيء سوى خروج دولة الرئيس لوسائل الإعلام في تصريح استهدف تضليل الرأي العام ونسف دماء الشهداء وأهانة مشاعر الناس عندما صغّر شأن الحدث فأعلن “قتل مئة وخمسة وسبعين من طلاب الكلية العسكرية والقوة الجوية بدم بارد”، وعلى أرجح الظن أنه بعد هذا التصريح لم يشعر بشيء.
إن مشكلتنا ليست الجهل بما يدور حولنا من استغفال يمارسه الحكام البائسون؛ إن مشكلتنا هي عدم فاعليتنا مع الأحداث التي تستهدفنا فتجعل قتلنا يشبه “سحق نملة” دون أن يحدث شيء، حتى تيقن هؤلاء اللاصقون بالسياسة أن الجماهير ينطبق عليهم وصف برهان شاوي في روايته متاهة إبليس، إنهم قطيعٌ مطمئنٌ راكنٌ إلى مصيره، ينتظر تبن الفردوس لا أكثر.
فلماذا نحن حمقى إلى هذه الدرجة المأساوية؟