لست من البكائين
وكنت دائما عصي الدمع
في المآتم
حتى لو كانت حسينية
ما عدا في موتين
موت أمي وزوجتي
وأتذكر بكيت قليلا
على أبي
لا لأنه لم يوجعني
ولكنه مات بعد أيام
من معركة الخفاجية
وقد نفدت دموعي
على أصدقائي القتلى
مع هذا
نحيبي نزيف
لا ينقطع
على أحلامي التي
جهدت ان تكون ناضجة
ولكن سرعان ما تفسدها الأيام
لقد حلمت أن أكون بحارا
أجوب البحار
وأنشر الأشرعة
بينما الان أطفو على اليابسة
ولم أعرف السباحة
وحلمت أن أكون ضابطا
تلمع على أكتافه النجوم
وفي يده عصا التبختر
وبعد ثلاث حروب
خرجت جنديا معاقا
وحلمت
حلمت
حتى صارت وسادتي
مقبرة كبيرة
وحتى يتوقف النحيب
صرت ألوّح إلى نجمة عالية
فأنا لا أحب النجوم
التي تلمع
وفي آخر الليل تنطفئ