_ لماذا تبكي ؟؟
انفجر قلبي من السعادة ..
_ كيف ؟!
تذكرتُ طفولتي القصيرة كالعشب
الخضراء كالعشب
المُداسة كالعشب
تذكرت جسدي الأبيض الصغير
وأسئلة الأصدقاء عن البقع الزرقاء فيه
كنتُ أقول لهم: تعثرت على الدرج
فيتضاحكون، لأن الوقوع على شكل حزام سميك ..
تذكرتُ عامل الفُرن وأنا أمد قلبي ليديه
يقول ما هذا خمس ليرات فقط ؟
وألحق بها وهي تطير إلى الشارع
بين صراخ سائقي السيارات وأبواقها المرعبة ..
تذكرت أمي البهية
لمستها الحانية،
وأثر الأسنان الأزرق على جلدي الأبيض
شقيقي المشاكس
ثيابهُ الكبيرة جدًا
وتعثري بألوانها التي لا أطيقها ..
جارتنا الجميلة
ضحكتها من عينيَّ الغبيتين
وأنا ألحقُ بها من بائع حلوى إلى بائع حلوى ..
وجهي الصغير ،
حينا الذي يصدح بأهات العشاق
الذي يتنفس جراح الشحاذين
وشتائم الإله من الصغار
المدرسة العرجاء
الأنسة “أم ايمان” وعصاها الطويلة كالحزن
تدافع الرفاق، الركض في الباحات
سقوطي الذي كالخرقة على قمر داكن
تشوش عيني بوفرة الأقدام التي تصفع الأرض
تساقطهم علي كأني حفرة واسعة ..
لطالما كرهت العلكة المهروسة بالأرض ..
انهضُ، يقولون ماذا ستصبح عندما تكبر ؟
أعض لساني بدلًا من شفتي
أقول طيار ……..
الكل يضحك إلا أستاذ الرياضة
يأمرني قائلًا طِر إلى الباحة واجمع أوراق البسكويت
كنت أطير حقًا
أطير بلا أحلام ..
_والآن، كيف تطير ؟
بلا طفولة
_ ألهذا ينفجر قلبك من السعادة..؟!
لا
بل لهذا أبكي ..