تُلهينا هموم الداخل العراقي ومناكفاته غير الموضوعية في أغلب الأحيان عن النظر لمشاريع المنطقة التي لا تنسجم مع المصلحة الوطنية العراقية وهي سبب رئيسي في الكثير من مشاكل هذا البلد الداخلية مع أسباب أخرى متعلقة:
– بالفساد.
– وسوء الإدارة.

*| حلف بغداد |*

الحلف الذي أُعلن عنه عام (١٩٥٤) بين بريطانيا ودول: العراق، إيران، باكستان، تركيا.
هدف الحلف المعلن هو إيقاف المد السوفياتي أيام الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي الشيوعي والغربي الرأسمالي..
في الوقت الذي كان الحلف مخططاً لإبقاء دول المنطقة تحت النفوذ الغربي تحديداً بعد أن تصاعدت مشاعر الإنعتاق والتحرر من الإستعمار لدى شعوب هذه المنطقة.
مع أن مخطط الحلف كان يتخفى خلف مشاريع دعم إقتصادية وسياسية!
الهدف الآخر في هذا الحلف الذي بينته نقاشات مجلس العموم البريطاني في جلسة التصويت على إنضمام بريطانيا إلى الحلف!
إذ إن كل النقاشات كانت تدور حول تأثير حلف بغداد على مستقبل الكيان الصهيوني في المنطقة ولم تتطرق إلا بشكل متواضع لمواجهة المد الشيوعي السوفياتي في المنطقة!

*| الشام الجديد |*

بدأ هذا المشروع عام (٢٠١٤) على شكل دراسة قدمها البنگ الدولي وهو مشروع يمتد جغرافياً ليشمل:
العراق، سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين المحتلة، مصر، وتركيا.
طُرح المشروع في حكومة العبادي ولم يحظ بقبول عراقي مؤيد بشكل علني حتى حكومة السيد مصطفى الكاظمي التي أيدت هذا المشروع ودخلت فيه بقوة، جاء ذلك في قمة القاهرة عام (٢٠١٩)، ثم تلتها قمة نيويورك الخاصة بالمشروع في نفس العام!
أيد الكاظمي المشروع بقوة أكبر خلال زيارته لواشنطن عام (٢٠٢٠)، مؤكداً تأييده للمشروع في قمة عمّان الثلاثية “العراق، مصر، الأُردن” في العام (٢٠٢١) وكذلك في قمة بغداد في نفس العام.
المشروع بغطاء إقتصادي يقدم العراق من خلاله النفط “بأسعار تفضيلية” إلى الأُردن ومصر عبر مد أنبوب نفط البصرة العقبة!
مقابل تزويد العراق بالطاقة الكهربائية!
وإستثمار “التكتل البشري الموجود في مصر”!
المشروع هو الآخر متعلق بأمن الكيان الصهيوني من خلال تحقيق “السلام” الذي ينساب عبر النفط العراقي ليحقق طوقاً نظيفاً حول “إسرائيل”!

*| قمة بايدن في الرياض |*

لم تكن علاقة الإدارة الأمريكية بالنظام السعودي على ما يرام بعد جريمة تقطيع أوصال السعودي جمال خاشقجي بالمنشار بأمر من الإرهابي ولي العهد محمد بن سلمان..
بايدن وصف النظام السعودي “بالدولة المنبوذة”!
لكن يبدو أن أمن الكيان الصهيوني أهم من كل تلك المناكفات لذا ستُعقد قمة أمن الكيان الصهيوني الملحة في السعودية والتي ستبدأ فعلاً بوصول بايدن إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لتُعلن هذه القمة من مقار الكيان الصهيوني هناك!
حلف ستكون فيه بغداد حاضرة من جديد..
وشام جديد بنفط عراقي..
كل ذلك من أجل أمن الكيان الصهيوني الذي يتعرض إلى هزة عنيفة!

قمة تأجلت بسببها إستخراجات الطاقة التي يزمع الكيان الصهيوني القيام بها على الحدود مع لبنان خوف المواجهة المبكرة مع المقاومة الإسلامية المتمثلة بحزب الله في لبنان..
وقمة لعلها ستحسم ما سيكون عليه الواقع العراقي خلال الأيام القادمة..
قمة وغمة نسأل الله تبارك وتعالى أن يزيحها عن العراقيين سريعاً.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *