وجمعها سعف وهي اوراق النخيل أو اغصانها المتفردة بالشكل .
وليس هناك تفسير واضح يبين سبب أختيار هذه التسمية بالذات أو لماذا لم يطلق عليها اوراق النخلة مثلا ، كبقية الأشجار بمختلف انواعها وثمارها !!
يتفرع من الجريد وهو العمود الفقري للسعفة خوصٌ اخضر رشيق القوام مدبب الرأس يتناوب في أتخاذ موقع اتصاله مع الجريدة بطريقة مثالية ، حيث يمكن تشبيه ارتباط هذه التفرعات على جانبي السعفة كمثل عتبات سُّلمٍ تأخذك نحو الإرتقاء دوماً!!
لن آتي بجديد في محاولتي لاستعراض الأدوات التي كنا نستخدمها في حياتنا اليومية والمصنوعة من السعفة !!
فلم يكن ممكناً لي الاستمتاع وإطلاق العنان لأحلام الطفولة بدون الطائرة الورقية المصنوعة من جريد السعفة !!
ولم يكن الحوش والطارمة وسطح الدار ليكون نظيفا بدون المكناسة !!
وكذا الحال لسقفه الذي يتم تنظيفه بين الحين والآخر باستخدام سعفة غضة خضراء كاملة قبل ان تتيبس ليكون طرفها مشعلا لايقاد تنور الخبز !!
ناهيك عن الحصير المنسوج من خوصِ السعفة وگوشر البقال وخصاف التمر المكبوس والمهفة التي تدور لتحرك الهواء أيام القيظ ومساند السمك المسگوف المأخوذة من الجريد الأخضر والتي تقاوم الاحتراق طوال فترة شواء السمكة !!
وهل هناك أجمل من سرير النوم المصنوع من السعف وتلك الكراسي التي كانت تتسيد المشهد في الكثير من المقاهي المنتشرة في بغداد وغيرها من المدن ..
وكيف انسى ذلك الجزء العريض الذي يشكل قاعدة السعفة والذي يطلق عليه اسم الكربة حيث كانت اول وسيلة انقاذ حملت ظهري وأنا طفل صغير في أول اختبار للسباحة بماء دجلة الذي تضلل ضفتيه سعفات النخل !!
حقيقة الأمر فأنني لست مهتما بمعرفة اصل تسمية السعفة بقدر اهتمامي ورغبتي بالحفاظ عليها وإدامتها وإن كانت اغلب استخداماتها قد انقرضت لكن مجرد إمعان النظر إلى النخلة واجزاءها يمنحنا نموذجا مثاليا للعطاء غير المحدود الذي يصلح ليكون درسا ًيتعلم منه الانسان كيف يكون أكثر نفعاً ..
مع قهوة الصباح