قبلَ أنْ يخلقَ اللهُ الأنهارَ والغاباتِ والحقول ،
وقبلَ أنْ يرف َّ جَناح ٌ لطائر ،
أو رِمش ٌ لمعصيَة
خلق َالمرأة َ السمكة َ ، والرجل َ الحوت .
قال لهما :
هذه سماء ٌ .. وذلك بحر ،
اهبطا إليهِ بسلامٍ آمنَين .
إضطرب َ وجه ُ البحر ،
وابتل َّ قلب ُ الأرض ،
وراحا في سَورةِ لهوٍ
حتّى غِيض َ الماء ،
وانكفآ عاريَينِ على الرمل ،
وبلا زعانف َ
إنتفضا بقدمَينِ حافيتَين .
قالا : نحن عطاشاكَ يا ربّ
.. فكانتِ الأنهار .
– نحن جوعاك يا ربّ
.. فكانتِ الحقول .
– نحن عراياك يا ربّ
…. وكانتِ الغابات .
وعلى صخرةٍ في جبل
رَسَما خطوطاً ودوائر َ ،
أفاعي َ ، نموراً ، وشِياهاً .
بعد أنْ غَطّا في النومِ معاً
أُضيئت شِعاب ُ الجبل ،
هبطت ْ منها :
أفاعٍ ،
نمور ٌ ،
شِياه ٌ ،
.. وقصائد .
ذهبتِ الأفاعي الى الحقول ،
والنمور ُ الى الغابات ،
والشِياه ُ الى الأنهار .
وحدها القصائد
عادت ثانية ً الى السماء .
.