لأن أصابعي مغرورقة بالدموع..
لأن دمي يتدفق في شرايين
الكلمات..
والريح مثل قلب يدق أمام مومياء
تسحب باخرة بأسنانها الصدئة..
لأن في مرآتي الحائطية
ضجيج أسرى من العصر الوسيط..
زعيق طاووس ..
يدعو مخيلتي إلى جناز كوني..
قرقعة عربة تحمل كهنة
مدججين ببنادق صيد..
صخب موسيقيين
هاربين من زلزال يتظاهر
أمام دار الأوبرا..
لأن العالم فخ أبدي
والبشر عصافير طائشة..
لأن النهار مهرج خطير..
لأن السماء شقيقة الأرض
لذلك حين تنتشر المجاعة والحروب..
تبكي في الشتاء مثل أرملة..
لأن أيامك الهاربة
تقفز مثل كنغر
في غابة موحلة..
مدججة بالكبريت والهواجس..
يطاردها هنود حمر
بمناطيد غزاة..
سيتكسر زجاج ذكرياتك
على حجر الزقورات
ويندلق دم المعنى .
****
لأنك تحب زئير الشرفات..
وتشذيب نتوءات النساء
بمنجل..
وتبديد عطور الروح
في حفل وثني..
واعتقال متصوف
يطير بدراجة هوائية
فوق رؤوس الأشجار..
ستداهمك عاصفة كلمات
وتدمر كل رعاياك السريين.
****
لأن عينيك مهددتان
بغيمة خفاش..
وصوتك منذور للنسيان..
وحمامتك تتخبط
أسفل شجرات النص..
ملطخة بتبر الندم..
ومرآتك تختزن حطابا متواطئا
ضد غصون كتفيك المتلعثمتين..
سينطفىء عباد الشمس
في نبرتك الحزينة..
ويسامرك نيزك
مقطوع الذيل .
****
لأنك جثة قادمة على مهل
تتحسس قاع الهاوية..
حيث يتغنى أهل الكهف..
وتدور عليهم ثعابين مهذبة
بكؤوس من فخار الموتى..
سيرشقك جباة ضرائب
بفواكه متعطنة..
تنساب دموع الكلب الرابض
بالوصيد..
لتضيء مخيلة الراعي..
ويكون لشقشقة مفاتيح الروح
إيقاع كروان في الأسر .
****
لأنك رخ في الليل..
ومجرد دخان عابر
في النهار..
لأنك رسول أنيق
يهيب بخفافيش محنطة
إلى شن مظاهرة
في برج النار..
ستبايعك تماثيل معارضة
اختلسوا رواتبها
في حرب قذرة .
****
لأنك مهجوس بعطارد..
عيناك لا تنطفئان في غلواء
العتمة..
روحك الشاهقة جدا..
تهاتف فلكيين..
يبكون جوار كوكب رأسك..
لذلك ستحط بلابل ملونة على كتفيك..
وتنكسر جرار الأسرار .
****
لأن الموت قناص ماهر..
لأن الديانات مثل فواكه جافة..
لأن الله يسكن مثل تينة متعفنة في حديقة رأسي..
لأن الجسد لص متحيل..
تلاحقه ديدان الأرض..
والشيطان يتمدد في الكلمات..
لأن العالم إنجاز سيىء..
ومنحدر صخري
مكتظ بالأضداد..
لأن العدد وحشة..
والغابة أنس ..
سأفر إلى شجرة ..
مثلي تعاني من وطء السهو وكوابيس النوم..
ولاجدوى الأشياء
وتموت ببطء .
***
لأني اكتشفت عورة السماء..
رسلا يصطادون في نهر اللامعنى
ملائكة تستمني في مرحاض عمومي..
سريالية أشياء العالم..
لأني اكتشفت كرسي الله الشاغر..
حيل الأنبياء في مناماتي المكرورة
سرديات البابا المشبعة بروح الشعر
وإيقاع البراقماتيزم..
هشاشة تفاحة آدم القذرة..
جحيم المتصوفة الليلي..
قبح بومة الجسد..
***
لأن مخيلتي سمكة نادرة
في فم ثعلب الميتافيزيق..
لأن الماضي جبانة
والحاضر أكذوبة كبرى
والمستقبل دلو مثقوب
لأن صوتك دراجة الكلمات الملعونة
لأن بابك مليىء بزعيق الغابة..
سريرك متخم بياقوت النساء..
لأن يديك جناحان عمياوان..
رأسك علة هذا البؤس اليومي..
قطار يهرب في الليل
إلى براري الغيبيات..
رأسك جريمة كبرى..
***
لأن البشر قذرون
جديرون ببركات طائرة حربية..
بزيارة زلزال متوحش..
يلتهم قمح هواجسهم ..
جديرون بإبادة جماعية في أقاصي النوم..
جديرون بهدايا فاخرة جدا
مثل حريق هائل في قش اليوطوبيا..
***
لأني مسافر ضرير ..
حقيبتي صخرة سيزيف وأطفالي لم يولدوا بعد..
ظلي يبكي بجواري مثل أرملة..
ذاهب إلى هاويتي ..
بدمعتين من الماس وصلاة هشة
وحصتي من المتناقضات لا تحصى..
لأني سأرتكب نسيانا بريش أسود..
صمتا بألف شاهدة..
تاركا خلفي أسمال إسم عدمي..
***
لأن المرأة ذئبة شريرة
تخطط لاختلاس طيور الرجل
لإشباع وحش غريزتها
وحش الموت الرابض في المرتفعات السرية..
لأن الحب غلطة كبرى
الجنس جريمة عبثية..
لأن باب الحقيقة مغلق
محاط بأليغوريات اللامعنى
قررت إهداء رأسي
لمشنقة الماريخوانا .