المسلمون يحسبون ان دينهم هو الدين وغيره لا دين , ويطلقون كلمة “كافر” على الذي لا يؤمن بما يؤمنون , والملايين منهم تعيش في مجتمعات كافرة , وتتنعم بحقوقها الإنسانية كاملة , وتتلقى المعونات المجانية والرعاية الصحية الفائقة من تلك المجتمعات , بل أن المسلمين في ديارهم يتمتعون بما تنتجه هذه المجتمعات , وحتى لباس ما يسمون أنفسهم رموز الدين , مصنعة في البلدان التي يشنون عليها هجومهم العدواني الواهي.
بل أن ما يأكلونه من إنتاج تلك المجتمعات أيضا.
إنهم كما يحلو لنا أن نسميهم لكننا نعتاش عليهم , ونستظل بظلهم , ونتمتع بمعطياتهم المعاصرة التي تساعدنا على الحياة.
إنهم عمادنا في الحياة!!
من لا يؤمن بما أؤمن فهو كافر , المسلمون يحسبون ذلك صفة مميزة لهم لأن دينهم هو الدين حسب ما يعتقدون ويتصورون.
وإذا عكسنا معادلة الرؤية , فمن هم المسلمون في نظر الآخرين الذين يؤمنون بما يؤمنون؟
إنهم هم الكافرون!!
فالذي تحسبه كافرا كما ترى , فأنت كافر في نظره وفقا لما يرى!!
فلا يوجد صاحب دين لا يؤمن بعقيدته ولا يحسب دينه هو الدين.
فلا يمكننا أن نقنع مَن يعبد بقرة بأن الإسلام أحسن من دينه , ولا تستطيع أن تخرج الملايين من آلاف الأديان المنتشرة في الدنيا , وتجعلهم يقرون بأن الإسلام هو الدين , وأفعالك المشينة مضادة لأي دين.
البشر مذاهب ومشارب , لغات وأديان وثقافات , ولا يمكن وضعهم في لون واحد , بل هم ألوان متنوعة متفاعلة متحددة.
ويقود معظم المسلمين تجار الدين (كراسي وعمائم) , فهاتان القوتان متعاضدتان متعاونتان متفاعلتان لإستعباد الناس وتخنيعهم لإرادة الأمر والطاعة , فمن لا يطيع الكراسي كافر وزنديق , وهو معارض سياسي وحسب.
وتلعب في حياة المسلمين ثنائية العمامة والكرسي , دورها التدميري للإرادة الإنسانية والعقل , فالإثنان يهدفان إلى تعطيل العقل , وتركيع الجموع لتأمين السلطة والسطوة والقدرة على الإستبداد والحكم المطلق.
فالكرسي يحكم بأمر الله , والمعمم يسوغ إرادة الله , والناس عبيد بلا عقول ولا خيار , وعليها أن تتبع وتخضع وتسبّح بحمد الكراسي وما تناله منها من مظالم , وإمتهان لحقوقها ومصادرة لوجودها الإنساني.
فهل ستستيقظ الشعوب من هذا الأفك المبين وتعرف معنى الدين القويم؟!!