بقلم | محمد الكلابي
تتغيرُ أنطباعات الفرد عن الحياة بعد التفكر بماهيتها ما هذا العالم ؟ لِمَ أنا موجود؟ ما الذي يجب فعله؟
هذهِ الأسئلة الثلاث بعد أن تخطرُ ببال الفرد حتى ينطفئ حماسة أتجاه الحياة فبعد أن كان يتلاقفُ كُل يومٍ من الأيام صارَ يحاولُ رميهُ بعيداً و التخلص منه بهذا ينعدم معنى الحياة أمامَ معنى الموت وبهذا يصبحُ الفردُ عدمياً هذا القرار الفكري للفرد ( قرار تقبلُ الحياةَ معدومةِ المعنى خاليةَ الجدوى) ليس هو ما أتحدثُ عنهُ هُنا
بل أتحدثُ هُنا عن العدمية الجماعية عندما تكون الرغبةُ بالموت سمةً ثقافية للسكان تساهمُ في أنتشارها القرارات السياسية و الأحكام الأيديولوجية ، كلما ألتقيتُ بجماعةٍ من الشباب العراقيين اليوم أراهم يحاولونَ بكل السلوكيات العبثية و كُل ممارسات الفوضى التي لا فائدةَ منها ولا أهميةَ لها سواء التقليلُ من الشعور بالزمن و الخلاص من اليوم الذي يعيشونه ، هم لا يجدونهُ هِبةً قَدَرية بل يتمثلُ لهم كقيدٍ كوني يلهثون محاولين الإفلات منه
وهذهِ الجماعات تضمُ أنواعاً مختلفةِ من الناس ( العاقل و الجاهل ، الحُر و المستعبد، المتعلم و غير المتعلم ، المتدينُ والملحد) وأختلاف أنواعهم يستدعي الضرورة الحتمية لأختلاف تفكيرهم ( وليسوا جميعاً فكروا بسؤال، كيفَ وُجِدَ العالم ؟ أو ما الذي سيصير عليه ؟ ولم يحللوا تجليات الحياة بأفراحها و أحزانها ) الذي يبدو أمراً محيراً للناظرِ للمجتمع العراقي من الخارج ( كيف أجتمع أبناء المجتمع المنقسم فكرياً و طائفياً على أنعدام الجدوى و أختفاء المعنى ) هذا ما أسهمت بهِ الأنظمة السياسية للنظام الديكتاتوري لحزب البعث و صدام حسين و النظام الأسلامي بعد ٢٠٠٣ و الممارسات الأستبدادية المتماثلة للنظامين بخلق هذهِ الروح العدمية العراقية و أنتشارها حتى صارت رمزاً وطنياً يجتمعُ عنده المتناقضون فكرياً وأيديولوجياً و عقائدياً
ف العراقوين أمة الأنقسامات في الدين والمذهب و الفريق الرياضي ، يتحدون أمام العدم .