مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

لماذا يصر البعض على جعل شعارات الولاء للوطن مشروعا لاستهداف أبناء وطنه.
أليس غياب الوعي أو بالأحرى تغييبه هو الأساس بتحميل تبعات الإحتلال ومساوئ العملية السياسية كلها لفئة خاصة تنتمي لمكون معين واحد ؟!
والغريب أن هذه الفئة ؛ وهي الجماعات السياسية القريبة من إيران ،وتشترك معها في رفض الهيمنة الأمريكية والاحتلال الصهيوني لارض فلسطين،
مستهدفة حتى من داخل مكونها (الشيعي) بنفس الدرجة التي يستهدف فيها المكون برمته ، وتنال من عقائده البرامج التحريضية التي تبثها القنوات الرسمية في معظم دول الخليج ليل نهار .
فما هو الولاء المرفوض هل هو ولاء المسيحيين للبابا مثلاً؟
هل يعقل ذلك؟
أم ولاء الشيوعيين ومحبتهم لماركس ولينين وتشي جيفارا.
لماذا لايرفض ولاء بعض السنة للأزهر الشريف ، ويرفض ولاء الآخرين منهم لآل سعود ، وهكذا يرفض ولاء (الإخونچية) لتركيا؟
لماذا لايرفض ولاء الصابئيين الى الكنزابرا (الشيخ) جبار طاووس الكحیلي، الزعيم الروحي لطائفة الصابئة المندائيين في العالم؟!.
الغريب أن هؤلاء الذين يروجون ويدعون الى عودة اليهود للعراق، هم أنفسهم يستهدفون أبناء جلدتهم وإخوانهم في الدين والمذهب.
فيا ترى لو عاد اليهود وسكنوا العراق هل ستُمنع عليهم محبتهم للكيان الصهيوني؟!
إن الدستور العراقي في المادة /42 ضمن لكل مواطن ((حرية الفكر والضمير والعقيدة))
وهذا ماعليه جميع الدول الديمقراطية في العالم. بل إن قوام الدولة العصرية أو المدنية التي يدعوا لها هؤلاء قائم بالأساس على هذه الحريات الثلاث.
وحتى في حال غُير النظام السياسي أو تم تغيير الدستور فلا يمكن بحال الغاء هذه الحريات ، على الأقل من أجل تزيين وتجميل صورة النظام السياسي.
أي عصرية ومدنية يدعون لها وهم يريدون التحكم بمشاعر الناس ؟
أي دكتاتورية هذه التي يريدون أن يفرضوها على الضمير.
لماذا لايريدون الاعتراف بان المواطَنة هي مجرد منظومة من {{الحقوق والواجبات }}تتفاعل في اطار القانون وتحت سقف الدستور.
فلا يقال للمواطن الفلاني لماذا تحب الدولة الفلانية او اللاعب الفلاني أو الزعيم الفلاني . وانما يعاقب اذا قصر بواجباته ويكافأ أذا أحسن ليس الا.

إن أوربا دول متداخلة مع بعضها البعض من حيث العقائد والمتبنيات
وتبعيات الكنيسة ويتعايشون بينهم بشكل طبيعي . أوليس الغرب قدوتهم إذن لماذا لايقتدون بهم في هذه المسائل ؟
إنه الغباء وضيق الأفق وقلة المعرفة
هي التي ساقت لنا مفاهيم ما أنزل الله بها من سلطان

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *