وانا اتابع برنامجاً تلفزيونياً في لقاء مع احد شباب
ذي قار (الناصرية) وهو يعمل لبيع الشاي في بغداد ومااكثرهم في مثل هذا السن يسترزقون لسد الحاجة لمعيشة العائلة تحت ظروف صعبة ومعقدة لبلد غني بالثروات يفتقد رجاله الادارة والتخطيط
بعد ظهور الشاب بائع الشاي ومناشدته للنظر في ظروفه الصعبة ، تم استدعاءه من قبل شباب المحافظة واستقباله بهذه الاهزوجة (القوري الكاسر ظهرك ينذب بس اطب ذي قار) ،واستجاب الخيرين لنداءه بمنحه سيارة اجره ملكا له ليعمل بها ويسد رمقه .
نحن لانستغرب اخلاقيات العراقيين وغيرتهم ونخوتهم وتكاتفهم في كافة الظروف ، ومانراه من سلبيات وسلوكيات شاذة للبعض قد ننتقدها لكنها حتما طارئة وانعكاس بفعل اسقاطات الواقع السياسي الفاشل والغير مستقر مع غياب التخطيط والادارة الصحيحة من قبل الحكومة.
افراد ومجموعات واحزاب تدير البلد لكنها فاشلة وتبحث عن مغانمها ولاحزابها دون النظر الى معانات الشعب الذي قدم التضحيات الكبيرة .
السياسيون كفروا الناس بالوطن والعلم والحياة واتخذ الشباب طرقا اخرى بحثا عن ديمومة وجودهم ، بحثا عن الوظيفة ، وبحثا عن لقمة العيش ، وكانوا لقمة سائغة استغلها شرار النفوس ليقودونهم نحو طرق وعرة فيها ضياع لحياتهم السوية الحقيقية في المجتمع لغياب الحكومة وتشريعاتها ومتابعتها وانهاء معانات الشباب العاطل الذي يبحث عن فرصة عمل لسد الرمق له ولعائلته.
الى متى يعاني شبابنا العراقي ، الى متى يتظاهرون ، الى متى تبقى معاناتهم المزمنة ، واين حقوق المواطن في ظل الدستور المفترض ان يصون الحقوق مثلما يدعوا لاحترام الواجبات .
الشباب عماد المجتمع وقادته وبناته ويجب على
السلطات ان تعي حجم المسؤولية الملقات على عاتقهم من اجل النهوض بواقع الشباب وحمايتهم من الانحرافات والضياع.
شكراً شباب الناصرية…