في العام 2013 سافرت الى الهند مرافقاً جرحى كانوا ضحية انفجار ارهابي وقع في مدينة سامراء ، وجهتنا كانت الى مدينة بنگلور جنوب الهند حيث المناخ الاستوائي والغابات الكثيفة والاشجار المعمرة التي تزين شوارعها وحتى داخل ازقتها ، كانت مدينة ساحرة الجمال ، خلابة المناظر رائعة الطقس .

المشفى الذي ذهبت اليه لعلاجهم تحيط به اشجار شاهقة الارتفاع ، غليظة الجذوع تكتض على اغصانها القردة بمختلف اصنافها ، تارة تلعب وتارة اخرى تتشاجر اعتقاداً مني انهم مجاميع مختلفة ( احزاب عراقية متناحرة ) حتى وقع اختياري على شجرة واحدة تعتليها مجموعة من القردة يجلسون بهدوء على اغصانها وكأنهم تحالف سياسي عراقي ، يقفز احدهم على الطرف الاخر يداعب قرينه ثم يعود مكانه ومن ثم يقفز مرة اخرى بجواره بعد ان اطمأن له ، لكن هذه المرة محاولاً القاءه من اعلى الشجرة ، بعضهم سقط واخرين تشبثوا في غصن .

في العراق هكذا هي الطبقة السياسية الطارئة علينا ، لا تختلف كثيراً عن شمبازيات بنگلور ، من الطبيعي جداً انك تشاهد بالامس سياسيان يتسامران ويداعب احدهما الاخر وفي اليوم التالي او او حتى في نفس اليوم واللحظة تشاهد انياباً تتكشّر على الاخر في محاولة اسقاط بعضهم البعض من شاهق .

انصافاً ، هنالك فوارق ما بين قرودهم وقرودنا !! ، سلطة قرودهم لا تتعدى الاشجار التي تعتليها واما قرودنا قد تسلطت وبسطت نفوذها على بلد عمره سبعة الاف عام وعلى شعب يعد من اعرق الشعوب في العالم .

شكراً للطبقة السياسية العراقية ( الطارئة )التي اعادت لي الذاكرة لايام جميلة قضيتها في الهند مع جل احترامي واعتزازي بشمبازيات بنگلور حيث المقارنة لا تصح.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *