ان سألتني أيهما احب اليك : مفهوم الوطن أم مفهوم الدولة لقلت لك مفهوم الوطن أحب الي رغم ان البعض يعتبر أنهما مترادفتان وبمعنى واحد .
فأنا أرى ان الوطن ليس مجرد مساحة وسكانا انما هو انتماء يرافقه دفء وراحة وسكينة وحب ، هو احتواء لوجودنا .
أما الدولة فأراها مفهوما سياسيا يتداول على سلطتها أفراد يرسمون نهجها بالطريقة التي تروقهم ، فان كانوا صالحين فهو المبتغى وان كانوا فاسدين فهي الكارثة .
وفي وطني – وطن التاريخ والحضارات – أساءت سلطة الدولة الى الوطن في العقود الاخيرة اساءات بالغة حتى أصبح حال الوطن حال يرثى له ، ولا يخفى على أ حد ان هذه الاساءات بلغت ذروتها بعد عام 2003 اذ سرق لصوص الدولة ثروة الوطن واغتالت مرتزقة الدولة ابرياء الوطن واغتصبت سلطة الدولة عقارات الوطن وباعت سيادة الوطن والغت ثقافة الوطن ودمرت تراث الوطن وأفسدت شباب الوطن ولوثت هواء الوطن وشوهت ربيع الوطن وشردت احرار الوطن .
فيا ويح وطني من هذه الجروح التي اصابته من لدن سلطة الدولة .. يا ويح وطني من قوى الارهاب التي احتوته ، ويا ويحه من رياح السموم التي عصفت به .
وأعود للقول اني احب وطني ولا احب الدولة التي طالما تظلمني وتنتهك حقوقي وتصادر حريتي .. احب وطني لانه هو سمائي وارضي ، هو شمسي وقمري ونجومي اما الدولة فلا ادري من يتولى امرها مفسد ام مصلح ومع ذلك غالبا ما ارى المفسد ولا ارى المصلح.
غير ان ما يؤلمني هو هذا الفارق الكبير بين اوطاننا واوطانهم ..، اوطاننا تذلها سلطة الدولة واوطانهم تكرمهم سلطة الدولة ، تحترمهم ، توفر لهم العيش الكريم ومعه الراحة والأمن والطمأنينة ..
أرأيت هذه المفارقة ! أنضحك منها ام نبكي ! لك الاختيار ايها المواطن .