اذا أردتم احداث تغيير في الأداء السياسي ، إذا أردتم ترميم العلاقة مع جمهوركم ، إذا أردتم كسر الصورة النمطية المأخوذة عنكم ، إذا أردتم أن يثنى عليكم ، فعليكم بترشيح الكفوءات المقتدرات من الإطاريات أو المستقلات ، كونوا على قدر المسؤولية و افعلوها، فالديمقراطية الناضجة و الشراكة الحقيقية لا تتحقق بإغفال مشاركة الأدوار مع النساء.
بين البرلمانيات في الدورة النيابية الحالية نساء مثابرات يتصفن بالشجاعة و المسؤولية و لا أريد هنا ان أربط اداء النائب الشخصي و نشاطه و فعاليته داخل المجلس بفشل التجربة و الأحزاب الفاعلة فيها، الإنصاف يتطلب ذلك، أيضاً ، لا أريد الخوض في تفاصيل الأسماء لكوني أعرف أن ذلك سيضعف الفكرة و يجعل من هذه المقالة دعائية أكثر من أنها دعوة صادقة لتطوير الأداء السياسي للأحزاب.
اليوم نعيش حراك سياسي ساخن تخوضه الكتل السياسية لإختيار شخصية لشغل منصب النائب الاول لرئيس البرلمان ، أقول لقادة الكتل و الإطار على وجه الخصوص إن لم تؤثروا و تغلبوا المصلحة العامة على الخاصة ، و تراجعوا التجربة المتلكئة التي كنتم جزءًا مهم منها، فإن الأغلبية الشيعية الصامتة و التي كانت جمهوركم و اداتكم للوصول الى السلطة هي اليوم مقاطعة و ممتعضة و تبحث عن بديل سياسي ناضج يأخذ مكانكم و يلعب ادواركم ، أما هذه الدورة البرلمانية ان كتب لها ان تستمر فهي فرصتكم الأخيرة فإن لم تفكرو بطريقة مختلفة تنعكس على الأداء فمستقبلكم السياسي رهين المشاركة الواسعة في الإنتخابات ، متى ما تحققت ستضربون بالقاضية. أهمية دور المرأة في المشاركة يكمن في قدرتها على تقديم نموذج سياسي مختلف في الأداء و الرؤى و التصورات عن الرجل، فضلاً عن أن الطغيان الذكوري الذي ساد العملية السياسية منذ تأسيسها سيجعل استبدال المواقع بين الرجل و المرأة بحد ذاته تغيير في الأداء و النمط المعهود، لذلك ومن منطلق النصيحة؛ على القوى السياسية أن لا تكرر أخطاء الدورات السابقة في جعل أعضاء هيئة رئاسة مجلس النواب من الذكور حصراً، بل تسعى لتقديم مرشحات من النساء الأعضاء في المجلس النيابي ليتنافسن فيما بينهن على هذا المنصب.
أما أنتن أيتها النسوة المنخرطات في العمل السياسي، إن مستقبل التمثيل السياسي و الاجتماعي للمرأة يعتمد على المرأة و مدى قدرتها على التصدي لمحاولات التهميش و الإقصاء التي تمارسها الاحزاب الذكورية، شعار “فسح المجال” شعار اتكالي لن يتحقق حتى في مدينة افلاطون الفاضلة، و لا اتردد في مصارحتكن بانكن سبباً في ديمومة هذا التهميش، فبعد سنين طويلة من تغييب رأي المرأة و قمع حضورها في المشهد السياسي لم تستطعن النخبويات منكن من تحويل قضيتكن (قضية التمثيل السياسي و المشاركة) الى مشروع سياسي يتبنى قضايا المرأة كهوية واضحة للحزب او التنظيم، و اقتصرت ادواركن في مشاركة الاحزاب الذكورية التي تنظر لكن بأنكن فرص للفوز بمقعد كوتا او اكثر. و حتى لا أظلم، هنالك بعض النساء اللاتي يتمتعن بسمة القيادة بادرن في تأسيس تيارات و حركات سياسية تشارك اليوم بقوة في العمل السياسي إلا ان هذه الحركات لم تكن هويتها و سمتها الواضحة المرأة و دورها في المشاركة و التمثيل السياسي و الاجتماعي.